عاجل

دار الإفتاء توضح حكم قص شعر المرأة: جائز بشروط.. وهذه ضوابطه الشرعية

قص المرأة شعرها
قص المرأة شعرها

كشفت دار الإفتاء المصرية في بيان رسمي عن الحكم الشرعي لقص المرأة شعرها، وهي مسألة تثار بشكل متكرر في المجتمعات الإسلامية المعاصرة، خاصة مع انتشار العناية بالمظهر الخارجي واهتمام النساء بالموضة والجمال. وأكدت الدار أن قص الشعر للمرأة جائز شرعًا في أصله، بشرط ألا يكون فيه تشبه بالرجال أو بالكافرات، أو خروج عن الضوابط الشرعية التي تحفظ كرامة المرأة المسلمة.


وفي فتوى منشورة عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، جاء التأكيد بأن الشريعة الإسلامية لم تحرّم قص الشعر على المرأة ما دام ذلك لا يتضمن محظورًا شرعيًا، كالتشبه، أو كشف العورة، أو قصد الفتنة. وأضافت الدار: “إذا كان القص بغرض التجمّل للزوج، أو التخفيف من ثقل الشعر، أو حتى للتغيير المباح في حدود الشرع، فلا مانع منه شرعًا، ولا يُعد معصية”.


وأشارت الدار إلى أن المرأة المسلمة لها أن تعتني بشعرها كما تشاء، على ألا يكون ذلك مخالفًا لما أمر الله به من الستر والعفة وعدم التشبه بالرجال، واستشهدت في ذلك بما رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ “لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال”، وهو ما يفيد النهي عن التشبه، لا عن القص ذاته.

دار الإفتاء: لا حرج في القص بقدر معتدل


في بث مباشر على منصات التواصل، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن قص الشعر مباح إذا كان بطريقة أنثوية لا تخرج المرأة عن طبيعتها ولا تدفعها للتشبه بأهل الفجور أو الشهرة المحرمة. وأضاف: “إذا قصت المرأة شعرها دون أن تتشبه برجال أو فنانات متبرجات، وكان ذلك داخل بيتها أو لزوجها، فلا شيء فيه إطلاقًا”.


كما فرّق بين نوعين من القص:

  • قص الشعر المعتدل الذي لا يذهب بأنوثة المرأة: وهذا لا حرج فيه، خاصة إذا كان يُراعي طبيعة المجتمع ويُستر عن الأجانب.
  • قص الشعر لدرجة تشبه حلق الرجال أو بقصد التشبه بالكافرات: وهذا منهيّ عنه شرعًا، ويقع تحت باب المحرمات أو المكروهات بحسب النية.

 

العلماء والفقهاء: الرأي الراجح هو الجواز


بيّنت دار الإفتاء أن جمهور العلماء، بمن فيهم المالكية والشافعية والحنابلة، أجازوا للمرأة قص شعرها إذا لم يكن بقصد المحرم أو التشبه، واستدلوا على ذلك بعدم ورود نهي صريح عن هذا الفعل. بل إن بعض الفتاوى القديمة أوردت أن نساء النبي ﷺ كنّ يقصرن رؤوسهن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام، وهو ما يُفهم منه الجواز طالما لم يُنه عنه الشارع.


وأكّدت الدار أن الشرط الأساسي في جواز قص الشعر هو أن لا يكون ذلك إعلانًا للتبرج أو كشفًا لما أمر الله بستره، خاصة أن شعر المرأة من أعظم مواضع الزينة التي أمر الإسلام بسترها عن غير المحارم

تم نسخ الرابط