رحيل متتابع يهز إبشواي الملق.. مأساة أسرة ياسر عدلي تتجدد بفقدان الأبن الأصغر

في مشهد يفيض بالحزن والألم، ودّعت قرية إبشواي الملق التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية اليوم الأحد، أحد أبنائها الشاب الذي لحق بوالده وشقيقه في رحيل متتابع هزّ قلوب الجميع، بعدما فُجعت الأسرة بوفاة إبنها الأصغر بنفس السبب الذي خطف أرواح الأب والأبن الأكبر خلال السنوات القليلة الماضية.
رحلة فقدان متتابعة
بدأت المأساة عام 2022 حين فقدت الأسرة أبنها الأكبر، نتيجة توقف مفاجئ في عضلة القلب، ورغم مرارة الفقد، تمسكت الأسرة بالصبر والإيمان. إلا أن القدر لم يمهلهم طويلاً، فبعد عام واحد فقط، لحق به الأب الدكتور ياسر عدلي بلتاجي في 2023، بنفس التشخيص، ليُضاف حزن جديد إلى قلوبهم المثقلة بالفقدان. واليوم، في 2025، تتجدد الأحزان برحيل الابن الأصغر، الذي سقط ضحية لنفس القدر المحتوم، لتكتمل بذلك مأساة هذه الأسرة التي أصبحت حديث القرية بل والمحافظة بأكملها.
أم ثكلى وصبر لا ينكسر
وسط هذه المحن المتعاقبة، تقف الأم المكلومة وحيدة، ودّعت زوجها وولديها واحدًا تلو الآخر، تودعهم بعين دامعة وقلب مكلوم، لكن بصبر وإيمان بأن ما أصابها هو قضاء الله وقدره.
كل من يعرفها يشهد لها بالقوة والثبات، رغم قسوة البلاء الذي حل بها، فلا أعظم من أن تفقد أم أبناءها وزوجها خلال ثلاث سنوات متتالية، دون سابق إنذار أو مرض طويل يمهد للفراق.
حزن يعمّ القرية ومطالبات بالكشف الطبي
سادت حالة من الحزن العميق بين أهالي قرية إبشواي الملق، الذين خرجوا في جنازة مهيبة لتشييع جثمان الفقيد الأخير، معبرين عن صدمتهم من هذا الرحيل المتكرر داخل نفس الأسرة.
وتحولت مشاعر الحزن إلى تساؤلات حول الأسباب الطبية وراء تكرار هذه الوفيات المفاجئة في عائلة واحدة، حيث طالب البعض بضرورة إجراء فحوصات جينية وأبحاث طبية لمعرفة ما إذا كان هناك سبب وراثي أو مرض نادر أدى إلى هذا التسلسل المأساوي.
لله ما أخذ ولله ما أعطى
وسط الدموع والدعوات، لم يجد أهالي القرية سوى التسليم بقضاء الله، والدعاء للأم الصابرة بأن يربط الله على قلبها، ويمنحها القوة لتتحمل هذا الابتلاء العظيم. ورغم أن الموت حق، إلا أن هذا الرحيل الجماعي داخل أسرة واحدة خلال فترة قصيرة، جعل الجميع يشعرون بثقل الفاجعة.
رحم الله الفقيد، وألهم أسرته الصبر والسلوان، وأحاط الأم برحمته، وعوّضها خيرًا في دنياها وأخراها.
