عاجل

"نجوتُ من الموت.. لكنني لا أزال غارقة في الكابوس الناجية من المطر الرعدى بالغربية"

الناجية من المطر
الناجية من المطر الرعدى بالغربية

 

وسط أجواء من الرعب لم تشهدها محافظة الغربية من قبل، كانت أم السعد تعمل كعادتها في مصنع الشكاير، تحاول جاهدة كسب قوت يومها لسداد القرض الذي إستدانته من أجل علاج ابنها المريض.

 لم تكن تعلم أن اللحظة القادمة ستغير حياتها للأبد، بل ستتركها محطمة بين ألم الجسد وصدمة الفقدان.

"كنت شغالة على العيلين، جوزي عنده إعاقة، وأنا المسؤولة عن كل شيء، فجأة الدنيا قلبت، المطر وقع علينا، مشيت خطوات وشيء شالني وهبدني، وقعت فوق زميلتي بثينة.. لما فوقت كنت بقولها: شديني، قوميني يا أم حمدي، لكن اكتشفت إنها ماتت.. مش قادرة أصدق إنها راحت"—بهذه الكلمات الممزوجة بالدموع، روت أم السعد لحظات الرعب التي عاشتها تحت الأنقاض.

تجلس الآن في منزلها، ذراعها لا تتحرك، إحدى عينيها لم تعد ترى بها بوضوح، رأسها يكاد ينفجر من الصداع، وقلبها لا يزال يضرب بعنف مع كل ذكرى للحادثة. "بقالي يومين مش بنام، عندي انهيار عصبي، كل لحظة بشوف اللي حصل قدامي، مش قادرة أنسى، كل ما أقفل عيني أشوف المطر بينزل، وأشوف بثينة تحتيا، ومش قادرة أشيلها".

كانت تعمل في المصنع لسداد القرض، لكنها الآن غير قادرة على العمل، فقد توقفت حياتها تمامًا بعد ما حدث. 

لا تدري كيف ستكمل طريقها، ولا كيف ستعيل زوجها المريض وأطفالها. 

تقول بصوت متهدج: "أنا اللي كنت بشيل الكل، دلوقتي مين هيشيلني؟"

هذه الحادثة لم تترك أثرها فقط على المصابين والضحايا، بل على أسر بأكملها تغيرت حياتها بين ليلة وضحاها.

 أم السعد ليست مجرد ناجية، بل شاهدة على مأساة لم تكن يومًا تتخيل أنها ستكون جزءًا منها.

تم نسخ الرابط