في ذكرى تأسيسه.. الأزهر في عيون الباحثين منارة للعلم وشاهد على التاريخ
تحل اليوم الذكرى الخامسة والثمانون بعد الألف علي تأسيس، الأزهر الشريف، الذي بدأ بناؤه في 24 جمادى الأولى 359 هـ/4 أبريل 970 م، فيما شهد أول صلاة جمعة في 7 رمضان 361 هـ الموافق 21 يونيو 972 م، ليصبح منذ ذلك الحين منارة للعلم، وحصنًا للدين، ومرجعًا فكريًا وثقافيًا للمسلمين في كل بقاع الأرض.
في التقرير التالي يستعرض موقع "نيوز روم" الأزهر في عيون الباحثين، حيث أن الجامع الأزهر الشريف ليس بناءا حجريا كسائر الجوامع لكنه شاهد على تاريخ وطن وأمة.
الأزهر في عيون الباحثين
لعل تاريخ الأزهر الشريف ومكانته الراسخة في نفوس المسلمين كانا الدافع وراء قيام العلماء والباحثين بضم تاريخه عبر كتاب حمل عنوان «الجامع الازهر الشريف» موضحين الدور السياسي والعلمي والثقافي والديني له عبر العصور، فقدم لهذا المجلد شيخه الدكتور أحمد الطيب الذي يقول في تصديره للكتاب:"«إن الأزهر عبر تاريخه ظل منارة تعليمية وثقافية أسهمت في تنوير الأمة... واستعصائها على الذوبان والتلاشي أمام تقلبات التاريخ واضطراب الحضارات»، مشيراً إلي أن الجامع الأزهر الشريف ليس بناءا حجريا كسائر الجوامع لكنه شاهد على تاريخ وطن وأمة.
رحلة عبر تاريخ الأزهر
ويوثق الكتاب لمراحل تطور الأزهر الشريف، بدءًا من كونه مسجدًا للصلاة إلى أن أصبح أحد أبرز وأشهر الجامعات الإسلامية في العالم، كما يتناول الكتاب العمارة الفريدة للجامع، مشيرًا إلى أن أعمدته جُلبت من مبانٍ سابقة على الإسلام، واتسمت تيجانها بالزخرفة، في حين تأثر تخطيطه بمسجد عقبة بن نافع بمدينة القيروان التونسية ومسجد الزيتونة بالعاصمة التونسية، ولكن الجامع الأزهر شيد بأيدي بنائين مصريين ومواد وتقنيات مصرية.
توثيق تاريخ الأزهر الشريف
كما يرصد الكتاب تاريخ الجامع الأزهر الشريف وعمارته والحياة بداخله منذ نشأته حتي العصر الحديث ، في رحلة عبر الزمان والمكان بين أروقة الجامع الأزهر الشريف ومدارسه، كاشفين الغبار عن كنوزه من تحف ومصاحف ومخطوطات.
حيث أنه خلال ثلاث سنوات استطاع فريق العمل الذي تكون من باحثين ومهندسين ومصورين وخطاطين من مكتبة الإسكندرية ومشيخة الأزهر الشريف ومتحف الفن الإسلامي بالقاهرة ومن دولة العراق انجاز هذه الموسوعة العلمية الشاملة عن الجامع الأزهر الشريف عمارته وتاريخه، بأسلوب علمي توثيقي قائم على التسجيل الأثري والتدقيق التاريخي وتقديم الدليل المصور الذي يؤكد ما جاء فيه.
ولم يتوقف الكتاب عند عمارة الجامع الأزهر الشريف فحسب بل تخطاها إلى مشاهد من الحياة في الجامع الأزهر الشريف عبر العصور كالاحتفال بالمولد النبوي ،والاحتفال بشهر رمضان ومجالس وحلقات العلم، ثم تطرق الباحثون لواحدة من أهم دعائم الأزهر وهي أوجه البر والإنفاق والجرايات والأوقاف التي حرص أهل مصر وحكامها وسلاطين المسلمين على توجيهها لرعاية شئون الأزهر وأعانته على رفع راية الإسلام، كما تعرض الصفحات تاريخ الجامع الأزهر الشريف في كفاح شعب مصر والذود عن ثوابته عبر التاريخ من خلال مجموعة من الوثائق والصور.
الجدير بالذكر أن المجلس الأعلى للأزهر قد قرر في مايو 2018 برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر في السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.
