لمواجهة تحديات العصر.. شيخ الأزهر يدعو إلى الوحدة بين السنة والشيعة

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن الاختلاف بين السنة والشيعة هو اختلاف في الفكر والرأي وليس فرقة في الدين. وأكد أن النبي "صلى الله عليه وسلم" قد حذر من مخاطر الانقسام حين قال: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ: الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ"، موضحًا أن هذا الداء يحلق الدين ولا يحلق الشعر.
وأوضح شيخ الأزهر، خلال ثاني حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» لعام 2025، أن الخلافات التي وقعت بين الصحابة -رضوان الله عليهم- لم تكن حول أصول الدين، مشيرًا إلى أن الصحابة اختلفوا في بعض الأمور مثل الخلافة، إلا أنهم لم يتقاتلوا بسبب هذه الخلافات. وأضاف أن الخلاف بين السنة والشيعة هو خلاف فكري واجتهادي، ولا ينبغي أن يكون سببًا للفرقة والعداء.
دعوة للوحدة الإسلامية لمواجهة التحديات العالمية
أكد فضيلة الإمام الأكبر، أن الأمة الإسلامية اليوم في أمسّ الحاجة إلى التوحد في القوة والرأي لمواجهة التحديات المعاصرة والانتصار على أعداء الأمة. وشدد على أن العديد من الكيانات العالمية، مثل الاتحاد الأوروبي، قد اتحدت رغم اختلافاتها من أجل مصالحها المشتركة، وأن المسلمين أولى بالوحدة نظرًا لما يجمعهم من عقيدة واحدة وتاريخ مشترك.
وأشار شيخ الأزهر، إلى أن هذا الاختلاف بين السنة والشيعة يجب ألا يؤدي إلى تكفير بعضهم البعض، مؤكدًا أن الخلافات الاجتهادية كانت موجودة بين الصحابة أنفسهم، لكنهم لم يكفروا بعضهم البعض، لافتًا إلى أن المذاهب الفقهية الأربعة (الحنفي، الشافعي، المالكي، الحنبلي) عند أهل السنة تختلف في بعض المسائل الفقهية، ولكن هذا التنوع رحمة بالأمة الإسلامية.
التأكيد على مفهوم الأخوة الإسلامية
شدد الإمام الطيب على أهمية العودة إلى حديث النبي "صلى الله عليه وسلم" الذي قال فيه: "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله"، موضحًا أن هذا الحديث يعزز مفهوم الأخوة الإسلامية، ويدعو إلى عدم إخراج أحد من دائرة الإسلام بسبب اختلافات فكرية أو مذهبية.
واختتم شيخ الأزهر حديثه بالدعوة إلى تجاوز الخلافات، والعمل على تعزيز وحدة الصف الإسلامي، مؤكدًا أن هذا هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الأمة الإسلامية في العصر الحديث.
كما دعا العلماء والدعاة إلى توضيح هذه المعاني للناس، وتعزيز ثقافة الحوار والاحترام المتبادل بين المذاهب الإسلامية المختلفة.
رسالة برنامج «الإمام الطيب» لعام 2025
ويواصل برنامج «الإمام الطيب» في موسمه الجديد لعام 2025 تقديم رؤية عميقة حول القضايا الفكرية والدينية المعاصرة. ويسعى إلى نشر قيم الوسطية والاعتدال، وتعزيز الفهم الصحيح للإسلام، وترسيخ مبادئ التعايش السلمي والوحدة الإسلامية في مواجهة التحديات العالمية.