لبنان يترقب الوضع بين إيران وإسرائيل ومخاوف من دخولحزب الله على خط المواجهة

قال أحمد سنجاب، مراسل «القاهرة الإخبارية»، إن الأوضاع في لبنان تشهد قلقًا بالغًا على المستويين السياسي والشعبي، في ظل التصعيد الإقليمي بين إسرائيل وإيران، والذي يشهد تطورات متسارعة خلال الساعات الأخيرة.
وأكد سنجاب، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، على أن لبنان بات منخرطًا بشكل غير مباشر في هذه المواجهة، رغم أن حزب الله، الذي عادة ما يكون طرفًا فاعلًا في مثل هذه الأحداث، لم يتدخل ميدانيًا حتى الآن، مكتفيًا بإصدار بيان فقط.
الحدود مع إسرائيل تعيش حالة استنفار
وأوضح «المراسل» أن مناطق الجنوب اللبناني، القريبة من الحدود مع إسرائيل، تعيش حالة استنفار وترقّب حذر، حيث يخشى السكان من أن تتحول مناطقهم إلى نقطة اشتباك فعلي إذا ما تطورت المواجهات، خصوصًا في ظل مرور الصواريخ وانفجار بعضها فوق أو قرب التجمعات السكانية.
وأشار سنجاب إلى أن صمت حزب الله الميداني حتى الآن قد يكون رسالة سياسية محسوبة، مفادها عدم الانخراط المباشر حاليًا في المواجهة الكبرى، إلا أن الجميع يدرك أن لبنان لم يعد بعيدًا عن خط النار، بل هو فعليًا جزء من ميدانه الجوي.
وأوضح «سنجاب» أن الأجواء اللبنانية تُستخدم كمسار لعبور الصواريخ، سواء من الجانب الإيراني في طريقها نحو إسرائيل، أو من الجانب الإسرائيلي ردًا على الهجمات الإيرانية، مضيفا أن عشرات الصواريخ شوهدت تمر عبر سماء العاصمة بيروت والجنوب اللبناني، في مشهد غير مسبوق بالنسبة للسكان.
وأشار إلى أن هذه الصواريخ تُحدث حالة من الذعر بين المواطنين اللبنانيين، خصوصًا أن بعضها، خاصة القادمة من الشمال الإسرائيلي، يسقط أحيانًا داخل الأراضي اللبنانية، مما يرفع من حجم المخاطر الأمنية والإنسانية.
في سياق متصل ،أبلغت الدولة اللبنانية، بأن من سيجر لبنان إلى مواجهة لا دخل لها بها سيتحمل المسؤولية الكاملة، وأنها لن تسمح للحزب بجر البلاد لحرب ليس لها ناقة فيها ولا جمل.
ويأتي ذلك في ظل مخاوف لبنانية من خوض حزب الله حرب جديدة مع إسرائيل، إسنادًا لإيران حليفته التي تتعرض لهجوم إسرائيلي عنيف، أسفر عن مقتل رأس الهرم العسكري فيها، فضًلا عن تدمير مطارات ومصانع عسكرية، واستهداف منشآت نووية.
وكان حزب الله قد أعلن الحرب على إسرائيل في الـ 8 من أكتوبر 2023 لإسناد غزة، فيما حاولت إسرائيل إجتياح الجنوب اللبناني في أكتوبر الماضي، إلا أن قوات حزب الله استطاعت ردعه جيش الاحتلال الذي لم يتقدم سوى لبضعة كيلومترات في الأراضي اللبنانية.
ومني حزب الله رغم صده الاجتياح البري، بخسائر كبيرة في صفوفه، وكشفت الحرب عن إختراق أمني واستخباراتي كبير، لا سيما بعد أن اغتيلت معظم القيادات الأساسية في الحزب وعلى رأسهم حسن نصر الله الأمين العام.
وتم توقيع إتفاقية وقف إطلاق النار بين الطرفين في نوفمبر الماضي، فيما لا تزال تخرق إسرائيل الإتفاقية مع لبنان بشكل شبه يومي، وسط صمت دولي، بينما لا يرد الحزب على تلك الإنتهاكات المستمرة.