باحث سياسي: نتنياهو مرعوب ويريد خداع “الحريديم” للبقاء مدة أطول في السلطة
كشف الكاتب والباحث السياسي أحمد الصفدي، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عن تداعيات سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة ضد قطاع غزة ، مشيرًا إلى أن الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو قد تصل إلى نقطة الانهيار مع تصاعد الاحتجاجات الإسرائيلية المطالبة بوقف الحرب وتبادل الأسرى.
وصف الصفدي في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخبارية " قرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بأنه جريمة حرب بمواصفات إبادة جماعية ، موضحًا أن تصريحات (إيتمار بن جفير) و(بيبي نتنياهو) تؤكد نية خنق 2.3 مليون فلسطيني عمدًا.
وأضاف : المساعدات المحتجزة (أغلبها عربية من مصر والكويت و قطر) ليست منحة إسرائيلية، بل حقٌ إنساني و المؤامرة الأمريكية تتجلى في ادعاءات "صيانة المنشآت" كذريعة لتعطيل وصول الغذاء والدواء.
و تابع : التجويع سلاح إسرائيلي جديد يُضاف إلى القصف والتدمير، لكن كل ضغط على غزة ينعكس على الأسرى الإسرائيليين.
معارضة هشة وحكومة مرعوبة
رصد الباحث السياسي تناقضات المشهد الإسرائيلي الداخلي وتحذيرات العسكريين، و تصريحات قادة الاحتياط عن "انهيار نظرية الردع" تكشف فشل الآلة العسكرية، مع غضب عائلات الأسرى150 ألف توقيع على عريضة تطالب بتبادل الأسرى، بينما 70% من الإسرائيليين يرفضون استمرار الحرب، بالاضافة الي تهديدات اليمين المتطرف و تحالف نتنياهو (68 مقعدًا من 120) يعتمد على كتل متطرفة مثل "شاس"، لكن انسحاب 8 مقاعد فقط قد يُسقط الحكومة.
تصويت الأربعاء في الكنيست
أشار: الصفدي إلى أن تصويت الأربعاء المقبل على مصير الحكومة قد يكون الفرصة الأخيرة لانهيار الائتلاف الحاكم و كتل الحريديم (المتدينين المتشددين) بدأت تدرك أنها تُستخدم "ورقة مساومة" وقد تنسحب، بالاضافة الي المعارضة الإسرائيلية والتي تفتقر إلى الجدية، إذ تطالب بتوسيع الحرب على لبنان والضفة الغربية بدلاً إنهاء الأزمة.
و اختتم حديثه بالتأكيد على أن الرئيس الأمريكي ترامب يواصل دعم نتنياهو رغم إدراكه استحالة "تحرير الأسرى بالقوة، واغتيال القادة الفلسطينيين (مثل إسماعيل هنية) يؤكد عدم رغبة إسرائيل في حل سياسي، بالاضافة الي المجتمع الدولي الذي يتواطأ صمتًا، بينما غزة تتحول إلى سجن مفتوح بلا غذاء أو دواء.
في سياق سابق ،أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل 4 من جنوده وإصابة 5 آخرين، من بينهم ضابط بحالة خطيرة، خلال معارك عنيفة في جنوب قطاع غزة. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اليوم كان "يومًا صعبًا جدًا في إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الجنود قتلوا أثناء تنفيذ عملية تهدف إلى إعادة المحتجزين الفلسطينيين.
وفي تصريحات عاجلة نقلتها قناة "القاهرة الإخبارية"، قال نتنياهو إن الخسائر التي تكبدها الجيش تأتي في إطار مواجهة معقدة تسعى الحكومة الإسرائيلية من خلالها لاستعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
وأشار جيش الاحتلال إلى أن الجنود القتلى تابعين لوحدتي ماجلان وياهلوم. ولفتت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن الجنود قتلوا في عملية ببلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة المحتل.
