اكتشاف جديد في "سحابة أورت" قد يغير فهمنا لتكوين النظام الشمسي

اكتشاف قد يمثل طفرة في فهمنا لأصول النظام الشمسي، كشف المهندس أحمد فريد، الخبير بوكالة الفضاء الألمانية (DLR)، عن وجود شكل حلزوني غامض داخل سحابة أورت، بناءً على محاكاة بصرية لبيانات رصدية.
اكتشاف جديد في «سحابة أورت» قد يغير فهمنا لتكوين النظام الشمسي
وأوضح المهندس أحمد فريد، الخبير بوكالة الفضاء الألمانية (DLR) في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخبارية " ، أن هذا الاكتشاف قد يلقي الضوء على دور الجاذبية في تشكيل الأجرام السماوية، وأصل المياه والحياة على الأرض.
رحلة الاكتشاف
قال الخبير بوكالة الفضاء الألمانية (DLR)) من سحابة أورت إلى الأرض ، سحابة أورت، هي منطقة بعيدة جدًا عن الشمس (تبعد حوالي سنة ضوئية واحدة)، تُعتبر "مقبرة" مخلفات تكوين النظام الشمسي قبل 4.6 مليار سنة، وتضم مليارات الأجسام الجليدية التي تتفاعل مع جاذبية الشمس، وخلال تحضير عرض في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، لاحظ الباحثون نمطًا حلزونيًا في البيانات البصرية المحاكاة لهذه السحابة، وهو ما وصفه فريد بأنه "غير عشوائي" وقد يشير إلى تأثير جاذبية غير معروفة سابقًا.
و تابع هذا الشكل الحلزوني يشبه إلى حد كبير توقعاتنا النظرية، لكن رصده عمليًا سيتطلب تلسكوبات أكثر تطورًا مثل "جيمس ويب" .

المحاكاة البصرية بوابة فك الألغاز
وأشار فريد إلى التشابه بين هذا الاكتشاف وصورة الثقب الأسود الأولى التي التقطت عام 2019، موضحًا أن المحاكاة البصرية تُعد خطوة أولى لتأكيد النظريات فالثقب الأسود ظل نظرية رياضية (من آينشتاين إلى هوكينغ) حتى تم تصويره و الشكل الحلزوني في سحابة أورت قد يكون دليلًا على تفاعلات جاذبية مع نجوم مجاورة أو مادة مظلمة.
وكشف فريد عن ارتباط محتمل بين سحابة أورت وتاريخ الأرض، موضحً ، أصل المياه يعتقد العلماء أن المذنبات القادمة من سحابة أورت اصطدمت بالأرض الفتية ، محملةً بالمياه التي شكلت المحيطات، ونشأة الحياة في المواد العضوية في هذه المذنبات ربما ساهمت في ظهور الحياة ، بالاضافة الي مستقبل الرصد والذي قد يساعد هذا الاكتشاف في توقع مسار المذنبات التي تهدد الأرض.
رغم الإثارة العلمية، يؤكد فريد أن رصد الشكل الحلزوني بالتلسكوبات ما زال صعبًا بسبب بعد سحابة أورت، لكنه يرى أن التطور التكنولوجي، خاصة في مجال البصريات الفلكية، قد يحقق ذلك خلال العقد المقبل.
يظل هذا الاكتشاف جزءًا من لغز كوني أكبر، لكنه يعيد تعريف حدود معرفتنا، كما يذكرنا بأن الفضاء لا يزال يحتفظ بأسرار قد تغير مستقبل البشرية.