عاجل

انفصال ترامب وماسك سببه صراع خفي على "ناسا" والنفوذ

ترامب وايلون ماسك
ترامب وايلون ماسك

قال ماهر نقولا فرزلي، مدير منتدى واشنطن المالي، إن الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك كان متوقعًا منذ البداية، نظرًا لطبيعة شخصية ايلون ماسك التي وصفها بالذكية والحادة، ولكن غير الملائمة للعمل في بيئة سياسية شديدة التعقيد كالعاصمة الفيدرالية واشنطن.

وأضاف فرزلي، خلال مداخلة هاتفية على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن ترامب كان يدرك مسبقًا أن بقاء ماسك في واشنطن لن يدوم طويلاً، وقدّر أنه لن يستطيع الصمود أكثر من خمسة إلى ستة أشهر، وهو ما حدث بالفعل، ورغم ذلك، لعب ماسك دورًا "محدودًا ولكن إيجابيًا"  بحسب تعبيره في جهود ضبط الميزانية الفيدرالية الأميركية خلال تلك الفترة.

وأوضح :فرزلي أن ماسك قاد مبادرة سريعة بالتعاون مع مجموعة صغيرة من الخبراء خريجي الجامعات في كاليفورنيا، في محاولة لترشيد الإنفاق داخل الوزارات الفيدرالية، ومواجهة ما وصفه بـ"الحرق المستمر لأموال دافعي الضرائب الأميركيين" نتيجة البيروقراطية المفرطة في واشنطن.

و أكد: أن السبب الجوهري وراء الخلاف لم يكن مرتبطًا فقط بالميزانية أو بالسياسات المالية، بل بما وصفه بـ"محاولة خفية" من جانب ماسك للسيطرة على وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، والتي تمثل أحد الأعمدة الاستراتيجية في الصراع التكنولوجي والجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين.

وأضاف: "الصناعة الجوية والفضائية باتت اليوم أحد أهم عناصر النفوذ الأميركي، وناسا تُعد مؤسسة ضخمة ذات تأثير مباشر على الأمن القومي. ويبدو أن محاولات ماسك، من خلف الكواليس، لإحكام نفوذه داخل الوكالة كانت السبب الحقيقي في الانفصال بينه وبين إدارة ترامب."

واختتم فرزلي حديثه بالإشارة إلى أن بقية التفاصيل الإعلامية، بما في ذلك "التراشق بالألفاظ" أو ما وصفه بالكلام السوقي، ما هي إلا مسرحية عنيفة تخفي خلفها خلافًا عميقًا حول النفوذ والسيطرة داخل مؤسسات الدولة الأميركية.

في سياق متصل ، انهارت العلاقة القوية بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، إذ تبادلا الانتقادات اللاذعة عبر منصتيهما للتواصل الاجتماعي، "إكس" و"تروث سوشيال".

بداية الخلاف

 وكان ماسك قد ترك منصبه الرسمي في الإدارة أواخر الشهر الماضي، فيما ذكرت صحيفة التليجراف البريطانية، أنه كان يريد الاستمرار في المنصب إلا أن طلبه قوبل بالرفض.

ومن بعد ترك ماسك منصبه، بدأ في إطلاق سيل من الانتقادات إلي مشروع الرئيس ترامب في قانون ترامب لخفص الضرائب والإنفاق عبر منصته إكس.

وكان أول تعليق من ماسك على قانون الإنفاق:  مشروع قانون الإنفاق الضخم، فاحش، ومليء بالفساد، و مقزز.

وبهذا السيل من الانتقادات اللاذعة بدأ ماسك الخلاف إلا أنه لم يكتفى عن هذا الحد وواصل انتقاداته لترامب ومشاريعه، إذ دعا إلى  صياغة مشروع قانون إنفاق جديد لا يؤدي إلى زيادة العجز بشكل كبير وزيادة سقف الدين بمقدار 5 تريليون دولار كما سيفعل مشروع ترامب.

 كما دعا ماسك الأمريكيين إلي حث ممثليهم في الكونجرس إلى عدم تمرير مشروع ترامب لأن “إفلاس أمريكا غير مقبول”.

ترامب يرد

ثم بدأ الرئيس الأمريكي بالرد، وعبر خلال موتمر صحفي في البيت الأبيض عن دهشته من انتقادات ماسك اللاذعة قائلًا: "كانت علاقتي بماسك رائعة لكن لا أعلم إن كانت ستستمر".

وعلل ترامب انزعاج ماسك من قانون الانفاق الذي تصيغه إدارته، بأنه منزعجًا من التخفيضات في دعم السيارات الكهربائية وقرار الرئيس سحب ترشيح جاريد إسحاقمان، حليف ماسك، لقيادة وكالة ناسا.

من جانبه رد ماسك فورًا على  الرئيس الأمريكي قائلًا: ابقِ تخفيضات حوافز السيارات الكهربائية، لكن تخلى عن مشروع القانون.

فيما تحدث ترامب عن أن ماسك كان  يعرف التفاصيل الداخلية لهذا المشروع، أفضل من أي شخص يجلس في البيت الأبيض، معبرًا بذلك عن اندهاشه من انتقادات ماسك وأسبابها.

بينما قال ماسك إن ذلك غير حقيقي: لم يتم عرض هذا المشروع عليّ ولو مرة واحدة وتم إقراره في منتصف الليل بسرعة كبيرة لدرجة أن أحداً تقريباً في الكونجرس لم يتمكن حتى من قراءته".

بعد ذلك طرح ماسك استطلاع للرأي عن إذا ما كانت الولايات المتحدة تحتاج إلي حزب سياسي جديد يمثل ٨٠٪ من الطبقة الوسطى.

ترامب يهدد ماسك

ثم بدأ ترامب يرد على ماسك من جديد وأكد أن الانتقادات التي يوجهها له سببها سحب منه تفويض بشأن السيارات الكهربائية، وهدد بسحب الدعم والعقود الحكومية من شركات ماسك، قائلًا: إن أسهل طريقة لتوفير مليارات الدولارات في ميزانيتنا هي إنهاء الدعم الحكومي وعقود إيلون ماسك. لطالما دهشتُ من عدم قيام بايدن بذلك.

ودافع ترامب عن مشروع الانفاق: “ لا أمانع أن ينقلب إيلون عليّ، لكن كان ينبغي عليه فعل ذلك قبل أشهر. هذا أحد أعظم مشاريع القوانين التي قُدّمت إلى الكونجرس على الإطلاق. إنه خفض قياسي في النفقات، 1.6 تريليون دولار، وأكبر تخفيض ضريبي مُقدّم على الإطلاق. إذا لم يُقرّ هذا القانون، فستكون هناك زيادة ضريبية بنسبة 68%، والأمور أسوأ بكثير.. لم أتسبب في هذه الفوضى، أنا هنا فقط لإصلاحه”.

ماسك يزعم تورط ترامب في ملف قضية جنسية شهيرة

وردًا على ذلك بدأ ماسك في الزعم بأن ترامب اسمه وارد  ضمن وثائق تتعلق بقضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، المتهم بارتكاب جرائم جنسية واستغلال قاصرين، وهدد أنه سيقوم بإيقاف تشغيل المركبة الفضائية التي تسافر إلى محطة الفضاء الدولية.

ماسك يخسر 34 مليار دولار من ثروته 

أفادت تقارير أمريكية، أن الملياردير الأمريكي وأغنى شخص في العالم إيلون ماسك، خسر 34 مليار دولار من ثروته الشخصية في نهاية يوم الخميس، وفقًا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات، وذلك بعد ساعات من دخوله في صدام مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ووفقًا لـ بلومبرج، ستكون هذه ثاني أكبر خسارة على الإطلاق في تاريخ المؤشر، ولا يسبقها سوى تراجع أكبر لماسك في نوفمبر 2021، كما تراجعت أسهم "تسلا" بنسبة 14%، الخميس، ما أدى إلى محو أكثر من 150 مليار دولار من القيمة السوقية لشركة السيارات الكهربائية.

ماسك يُلمّح إلى تأسيس حزب جديد

طرح الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تساؤلًا مثيرًا عبر منصّته «إكس»، حول إمكانية تأسيس حزب سياسي جديد يمثل الغالبية الصامتة من الأمريكيين، وذلك بعد ساعات فقط من خلافه العلني مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وكتب ماسك في منشور أثار جدلًا واسعًا وتفاعلًا كبيرًا: «هل حان الوقت لتأسيس حزب سياسي جديد في أمريكا يُمثل فعليًا 80% من الناس في الوسط؟».

ضربة مؤلمة

وفي خضم هذه الخلافات التى اشتعلت بين الحليفين اللذين تحولا إلى خصمين دعا ماسك لعزل ترامب، وتعيين نائبه جي دي فانس خلفًا له، فضًلا عن مهاجمة الرسوم الجمركية.

تم نسخ الرابط