سيدات ورجال يعملون .. قرية سلامون أشهر قرى المنوفية في صناعة الحصير

خلية نحل تعمل ليل نهار، السيدات والرجال وجميع أهالى قرية سلامون التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، يعملون فى صناعة الحصير المصنوع من البوص، حيث يجلس عدد من صانعي الحصير فى الورش المتراصة بجوار بعضها فى القرية يعملون بكل مهارة وخفة يد وسرعة لا مثيل لها، تنساب بين أصابعهم عيدان السمر في حركة مرتبة على المسطرة، هذه المهنة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.
تحديات قاسية
فى البداية، قال أحمد كمال صانعي الحصير في الماضي، لم يكن يخلو منزل من الحصيرة اليدوية، ومع التطور السريع والاعتماد على البدائل الصناعية، اصبحت هذه الحرفة تواجه تحديات قاسية، فيما نحاول الصمود للحفاظ على إرثنا رغم قلة العائد وصعوبة العمل، مشيرًا أنه يعمل فى هذه المهنة منذ الصغر، ولكن الآن الوضع أصبح صعبا للغاية، حيث كان يقوم ببيع المئات في الأسواق، ولكن الآن يبيع حصيرتين تلاتة في اليوم، فضلا عن أن المهنه مُتعبه للغاية، والجلوس بالساعات على الأرض يؤلم الضهر، لكننا متعودين عليها، ونتمني أن تهتم الدولة بالحرفة وتساعدنا لوضعها.
التراث الأصلي
وأشار عبدالرحمن محمود أحد صانعي الحُصر، عندي زبائن كتير، وكل موسم خاصة العيد والشتا كنت أبيع حصر بالعشرات. دلوقتي الزبون بقى يفضل البلاستيك والمفارش الحديثة، لكن لسه في ناس تعمل الحصيرة الأصلي معبّرًا عن تمسك الحرفيين بمهنهم رغم المصاعب، وحاجتهم إلى دعم يساعدهم على الاستمرار في الحفاظ على هذا التراث الأصلي.
الحصير اليدوي
وأضاف جمال على 50 عاما في مهنه صناعه الحصير اليدوي، كنا نجلس قديما ونتجمع مع بعضنا البعض وذلك من أجل اتقان وتعلم الحرفة لانها كانت قديما ذات دخل جيد ولكن الآن لم يعد الدخل كالسابق، والشباب يرفض تعلمها، لذلك نحن نعمل على إكمالها وإكمال التراث من خلال المهنه.
واستكمل حديثة قائلًا، إن صناعة الحصر علمتنا الصبر والدقة، ولكنها ليست كالسابق، فقديما كنا نجد طلبا كبيرا عليها، ولكن الآن كل شيء تغير، وأصبح المواطنون يشترون البدائل الجاهزة، لكن الحصيرة الأصلية عمرها ما تتعوض، خاصة وأنها طبيعية وغير مؤذية إطلاقا.