مملكة البوص.. الكفور حكاية قرية منتجة صنعت تاريخًا من الحصير في المنيا| صور

تحتضن قرية الكفور التابعة لمركز مطاي سرًا من أسرار الحرف اليدوية المصرية الأصيلة، على ضفاف النيل الخالد، وفي قلب محافظة المنيا، هنا تتوارث الأجيال مهنة عريقة، هي صناعة الحصر القديمة من أعواد البوص، ليصبح هذا "الذهب الأخضر" علامة مميزة للقرية ومصدر رزق لكثير من أهلها الذين اكتسبوا براعة وخبرة فائقة في هذه الصناعة اليدوية التي تعود لعقود من الزمن.

مهنة الآباء والأجداد وخبرة متراكمة على مدار 50 عامًا
يقول يونان لـ نيوز رووم، أحد أبرز المصنعين والتجار في قرية الكفور، إن صناعة الحصير من البوص بدأت في القرية منذ حوالي 50 عامًا، ومنذ ذلك الحين، تناقلتها الأجيال جيلًا بعد جيل، ليصبح الأهالي خبراء حقيقيين في هذا المجال، ويضيف: "تعلمنا هذه الصنعة من آبائنا وأجدادنا، وهي جزء أصيل من تراث قريتنا، الكثير من أهالي الكفور اكتسبوا خبرة كبيرة في مراحل تجهيز وتصنيع الحصير، وأصبحت مصدر رزق أساسي للكثير من الأسر".

استخدامات متعددة للحصير البوص وتظليل طبيعي للمنازل والمزارع ووقاية من حرارة الصيف
يشير يونان، إلى أن الحصر المصنوعة من البوص تتميز بمتانتها وخصائصها الطبيعية التي تجعلها مثالية للاستخدام في تظليل المنازل القديمة والمزارع وحماية المواشي والدواجن من حرارة الشمس الحارقة، ويوضح أن هناك إقبالًا كبيرًا على شراء هذه الحصر، خاصة خلال فصل الصيف، حيث تعتبر من أفضل الخامات الطبيعية التي توفر ظلًا طبيعيًا وتقلل من درجة الحرارة بشكل فعال في المنازل ومزارع الدواجن وبعض المزارع الخاصة مثل مزارع المانجو.

رحلة البوص من الملاحات إلى أيدي الحرفيين وإقبال متزايد في فصل الصيف
يوضح يونان، مراحل صناعة الحصير، حيث تبدأ بوصول المواد الخام، وهي أعواد البوص الذي ينمو بكثرة في الملاحات القريبة، فور وصول البوص، يبدأ العمل على تجهيزه وفرزه وتنظيفه من الشوائب والأوراق الزائدة، بعد ذلك، يتم تجفيف البوص وتقطيعه إلى أطوال مناسبة قبل أن يتم نسجه وتحويله إلى حصر متينة وجاهزة للبيع، ويؤكد "أبو شريف" على أن هناك طلبًا متزايدًا على شراء الحصير البوص، خاصة في فصل الصيف، نظرًا لفعاليتها في التظليل وكونها منتجًا طبيعيًا وصديقًا للبيئة.