عاجل

عيد الأضحى 2025 .. حكم زيارة المقابر أول يوم العيد

زيارة القبور في العيد
زيارة القبور في العيد

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، عاد التساؤل التقليدي إلى الواجهة: هل يجوز زيارة المقابر في أول يوم من أيام العيد؟ سؤال يطرحه كثير من المسلمين كل عام، ما بين الرغبة في تذكّر الأحبة الراحلين، وبين الالتزام بروح العيد المليئة بالفرح والبهجة.

في هذا السياق، أوضح الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن زيارة المقابر في أول يوم العيد لا تُعد حرامًا، لكنها “خلاف الأولى”، لأن الأصل أن يُخصص هذا اليوم لإظهار الفرح، وليس تجديد الأحزان.

وقال الورداني، خلال بث مباشر على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، إن الأولى بالناس أن يُقبلوا على فرحة العيد وصلة الأرحام، لا على أجواء الحزن، مضيفًا:

“يوم العيد هو يوم بهجة، وهناك متّسع من الوقت في باقي الأيام لزيارة المقابر. أما إن قرر الناس زيارة موتاهم خلال جزء من اليوم، بنية إدخال السرور على المتوفى من خلال الدعاء وقراءة الفاتحة، فلا بأس بذلك، لكنه ليس الأفضل”.

زيارة المقابر
زيارة المقابر

الزيارة سنة.. لكن الوقت يُراعى فيه مقصد الشرع

بدورها، أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية أن زيارة المقابر سنة مستحبة أصلًا، دلّ عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم: “زوروا القبور فإنها تذكّركم الآخرة”، لما فيها من ترقيق القلوب، وإحياء الوجدان، والدعاء للميت.

وأوضحت الدار أن زيارة القبور سُنة مؤكدة للرجال باتفاق العلماء، وجائزة للنساء عند جمهور الفقهاء مع الكراهة عند بعضهم، بشرط ألا يصحبها بكاء أو نياحة أو تجديد مفرط للأحزان.

كما أضافت الفتوى أن الزيارة مستحبة لكون الميت ينتفع بثواب الدعاء والقراءة، ويأنس بالزيارة، بدليل ما ورد عن النبي ﷺ أن الميت يرد السلام على من كان يعرفه في الدنيا إذا زاره وسلم عليه.

زيارة القبور في العيد
زيارة القبور في العيد

العيد للفرح لا لتجديد الأحزان

رغم أن الشريعة لم تُحدد وقتًا معينًا لزيارة المقابر، إلا أن دار الإفتاء شددت على أن العيد مناسبة فرح وبهجة شرعها الله لعباده، وليس من المستحب تحويلها إلى مناسبة حزن أو بكاء.

وجاء في نص الفتوى:

“ليس للزيارة وقت محدد، والأمر فيها واسع. لكن لما كانت الأعياد أيام فرح للمسلمين، فلا يُستحب تجديد الأحزان خلالها. فإن خلت الزيارة من ذلك – أي لم يصحبها بكاء أو حزن – فلا بأس بها”.

توازن بين الشعور الإنساني ومقاصد الشريعة

في نهاية المطاف، تُبقي دار الإفتاء الباب مفتوحًا للزيارة مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على جو العيد وبهجته، خاصة في ظل وجود الأطفال والعائلات، والحرص على تحقيق مقاصد الشريعة في نشر السرور لا الحزن.

وهكذا، تُشير التوصيات الشرعية إلى أن زيارة المقابر في العيد ليست ممنوعة، ولكن الأفضل تركها لأول أيام العيد تأكيدًا لمقصد الفرح والاحتفال، وتأجيل الزيارة إلى أيام أخرى من العيد أو بعده، بما لا يتعارض مع روح المناسبة الدينية والاجتماعية.

 

آداب زيارة القبور

عند التوجه لزيارة المقابر، يُستحب للمسلم مراعاة جملة من الآداب المستمدة من السنة، وأهمها:
1. النية الصادقة: أن يقصد بالزيارة التذكّر والدعاء، لا مجرد العادة أو الحزن المجرد.
2. السكينة والوقار: الدخول إلى المقابر بهدوء دون صخب أو ضجيج.
3. تجنب الجلوس على القبور أو المشي بينها بغير احترام، فقد نهى النبي ﷺ عن الجلوس على القبر أو الدوس عليه.
4. عدم رفع الصوت بالبكاء أو النياحة، لما في ذلك من مخالفة لهدي النبي ﷺ وإيذاء لأرواح الموتى.
5. عدم التوسل بالأموات أو طلب الحاجات منهم، بل يجب أن يُوجَّه الدعاء لله وحده، ويُجعل الميت محل دعاء لا دعوة.

ما يُقال عند زيارة القبور؟

عند دخول المقابر، يُستحب قول السلام المشروع الوارد عن النبي ﷺ، وهو:

“السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية” – رواه مسلم.

ويمكن أن يُضاف إليه:

“اللهم اغفر لهم، وارحمهم، وعافِهم، واعفُ عنهم، ونوّر قبورهم، واجعل الجنة مثواهم”.

ويُستحب أن يدعو للميت بما شاء من الدعاء المشروع، مثل:
• “اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار”.
• “اللهم آنسه في وحدته، وثبته عند السؤال، واجعل عمله الصالح أنيسه إلى يوم يبعثون”.

هل يُقرأ القرآن عند القبور؟

اختلف العلماء في مشروعية قراءة القرآن عند القبور:
• ذهب جمهور العلماء إلى جوازها بنية أن يُهدى الثواب للميت، وهو ما عليه كثير من المسلمين اليوم.
• بينما يرى آخرون أنها لم تثبت عن النبي ﷺ بشكل مباشر، وأن الأولى الاقتصار على الدعاء.

والراجح أن من قرأ القرآن ثم دعا بأن يكون ثوابه للميت، فلا حرج عليه، خاصة إذا كان ذلك من باب البر والرحمة

تم نسخ الرابط