حكم الاستماع إلى القرآن الكريم عبر الوسائل الحديثة... الإفتاء توضح ثوابه وفضله

الاستماع إلى القرآن الكريم عبر الوسائل الحديثة كالمذياع والتلفاز والهاتف يُعد عبادةً عظيمةً يثاب عليها المسلم، وأكدت دار الإفتاء المصرية إلى أن الأجر لا يقتصر على القراءة فقط، بل يشمل الإصغاء بتدبر وخشوع.
فضل الاستماع إلى القرآن الكريم
أوضحت دار الإفتاء أن الاستماع إلى تلاوة القرآن عبادةٌ لها مكانة رفيعة في الإسلام، مستشهدةً بقول الله تعالى:
﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].
كما جاء في حديثٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم :"مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ مُضَاعَفَةٌ، وَمَنْ تَلَاهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (رواه أحمد).
الاستماع للقرآن يعوض عن القراءة لمن لا يستطيع
أشارت الفتوى إلى أن الجمع بين القراءة والاستماع هو الأفضل، ولكن في حال كان الشخص غير قادرٍ على القراءة، لأي سببٍ كان، فإن الاستماع بإخلاصٍ وخشوعٍ يمنحه الأجر والثواب، وأكدت أن هذا يشمل جميع الوسائل، سواء كانت تلاوة مباشرةً أو عبر الأجهزة الحديثة.
الاستماع إلى القرآن سنة نبوية ودليلٌ من فعل النبي
استشهدت دار الإفتاء بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث طلب النبي صلى الله عليه وسلم، منه أن يقرأ عليه القرآن، رغم أنه نزل عليه، فقال له ابن مسعود: "أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟" فقال النبي: "إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي"، ثم استمع إليه حتى بكى (متفق عليه).
الصحابة كانوا يحرصون على الاستماع للقرآن
ذكرت الفتوى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يجتمعون للاستماع إلى القرآن، حيث يتلو أحدهم، بينما ينصت الآخرون بتدبر. وقد ورد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا يتذاكرون العلم ويتلون سورًا من القرآن عند اجتماعهم.
لا تحرم نفسك من الأجر
شددت دار الإفتاء على أن الاستماع إلى القرآن الكريم، سواء كان مباشرةً أو عبر الوسائل الحديثة، عبادةٌ عظيمةٌ تُدخل الطمأنينة إلى القلب وتُضاعف الحسنات، وأشارت إلى أن الله تعالى لا يكلّف العبد إلا بما يستطيع، مستشهدةً بقوله: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].
وختمت الفتوى بالتأكيد على أن من لم يتمكن من القراءة فلا ينبغي أن يحرم نفسه من الخير، لأن الاستماع بابٌ مفتوحٌ لنيل الأجر والثواب.