دار الإفتاء توضح حكم صيام النصف من شعبان إذا وافق يوم الجمعة

أكدت دار الإفتاء أنه لا حرج شرعًا في صيام يوم النصف من شعبان منفردًا حتى وإن وافق يوم الجمعة، مشيرةً إلى أن كراهة إفراد يوم الجمعة بالصوم لا تشمل الحالات التي يكون فيها الصيام بسبب شرعي، كصيام النذر أو القضاء أو صيام التطوع المرتبط بمناسبات معينة، ومنها النصف من شعبان.
صيام النصف من شعبان إذا وافق الجمعة
أوضحت دار الإفتاء أن الفقهاء أشاروا إلى كراهة إفراد يوم الجمعة بالصيام، إلا في حالات معينة، كما جاء في كتاب "المغني" لابن قدامة، "يُكره إفراد يوم الجمعة بالصوم، إلا إذا وافق صومًا كان يصومه الشخص، كمن اعتاد صيام يومٍ وإفطار يوم، أو صام أول الشهر أو آخره أو منتصفه"، مشيرةً إلى أن هذا ينطبق على يوم النصف من شعبان إذا صادف يوم الجمعة.
حكم إحياء ليلة النصف من شعبان
أكدت دار الإفتاء أن إحياء ليلة النصف من شعبان أمر مستحب، سواء كان بشكل فردي أو جماعي، سرًّا أو جهرًا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكةً يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا..." [أخرجه البخاري].
كما أشارت إلى أن ليلة النصف من شعبان لها مكانة عظيمة، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" [رواه ابن ماجه وصححه ابن حبان].
فضل صيام ليلة النصف من شعبان
ذكرت دار الإفتاء أن صيام يوم النصف من شعبان يندرج ضمن الأيام البيض المستحب صيامها، وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر هجري، كما أن هذه الليلة تعد فرصة للتوبة والعبادة، إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلًى فأعافيه؟ حتى يطلع الفجر" [رواه ابن ماجه].
وختمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن كثرة الصيام والطاعات في أوقات الغفلة يعدّ من أعظم القربات، وهو ما دعت إليه السنة النبوية في شهر شعبان استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك.