حكم الصلاة والوضوء.. متى تسقط الفريضة عن كبير السن؟

أجابت دار الإفتاء على مسألة حكم الصلاة والوضوء بالنسبة لكبار السن الذين يعانون من أمراض تعيق أداء العبادات بالشكل المعتاد، فهل تسقط الصلاة عنهم أم تبقى واجبة؟ .. وماذا عن الوضوء لمن يعاني من مشكلات صحية مثل سلس البول أو العجز عن الحركة أو أي أمراض أخرى؟.
الصلاة واجبة وفق الاستطاعة
وأكدت دار الإفتاء أن الصلاة لا تسقط عن المسلم البالغ العاقل، طالما كان قادرا على أدائها بأي شكل يناسب حالته الصحية، وقالت إن الفقهاء متفقون على أن القيام في الصلاة فرض على القادر، لكن من لم يستطع أداءها واقفا، يجوز له الصلاة قاعدا، فإن لم يستطع فمضطجعا، وإن تعذر عليه ذلك فمستلقيا، استنادا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:" صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنبٍ، فإن لم تستطع فمستلقِيا" رواه البخاري وأبو داود والنسائي.
كما أكدت أن التيسير في العبادات قاعدة شرعية أصيلة، حيث يقول الله تعالى:" لَا يُكَلِّفُ ٱللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" البقرة: 286.
كيف يتوضأ المريض؟
أما بالنسبة للوضوء، فأوضحت دار الإفتاء أن خروجه من القُبُل أو الدبر ينقض الوضوء، وذلك وفقا لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، غير أن المرضى الذين يعانون من سلس البول، أي نزول قطرات من البول بشكل لا إرادي، لهم حكم خاص يشبه حال المرأة المستحاضة.
وقالت في هذه الحالة، يتوجب على المريض غسل موضع النجاسة، ووضع حاجز أو حشو يمنع انتشارها، ثم الوضوء لكل صلاة مفروضة، مشيرة إلى أنه بعد الوضوء، يجوز له أداء ما شاء من النوافل حتى يحين موعد الفريضة التالية، حيث يجب عليه الوضوء مجددا عند دخول وقتها.
الإسلام دين يسر
وشددت دار الإفتاء على أن الإسلام دين يسر، ولا يكلف الإنسان فوق طاقته، مستندة إلى قوله تعالى:" فَاتَّقُوا ٱللهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ" التغابن: 16.
وقالت دار الإفتاء انه بناء على ذلك، فإن المريض يؤدي عباداته وفق استطاعته، سواء في الصلاة أو الطهارة، دون مشقة أو حرج.