احذر.. بث أسرار بيتك على السوشيال ميديا قد يوصلك لعذاب أليم!

تحذير شرعي من نشر خصوصيات الأسرة على مواقع التواصل الاجتماعي نشر خصوصيات الأسرة على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، يلجأ البعض إلى مشاركة تفاصيل حياتهم اليومية، بل وأسرار أسرهم، بهدف زيادة التفاعل أو كسب الإعجابات والمشاركات. إلا أن هذه الممارسات قد تنطوي على خطورة شرعية بالغة، حذر منها الشرع الشريف، وتحديدًا عند تعمُّد نشر ما لا يصح إطلاع الغير عليه.ما يراه البعض ترفيهًا بريئًا أو مشاركة عفوية، قد يكون في ميزان الشرع بابًا من أبواب الإثم الجسيم وإشاعة للفاحشة، يُعرض صاحبه لغضب الله وعذابه.
تحذير شرعي صريح من مشاركة ما لا يُفصح عنه شرعًا
في هذا السياق، وجه الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تحذيرًا واضحًا من الانسياق وراء ما يسمى بـ"الترند الأسري" أو "فلوجات الحياة اليومية"، والتي تنتهك خصوصية الأسرة وحرمة البيوت، خاصة عندما يكون الهدف منها مجرد جذب الإعجابات أو التعليقات أو زيادة عدد المتابعين.
وشدد على أن الإسلام يُحرم نشر ما لا يصح إظهاره للناس، خصوصًا الأمور المتعلقة بالعلاقات الخاصة أو الخلافات الزوجية أو التربية داخل البيت، مؤكدًا أن ذلك يدخل تحت بند إشاعة الفاحشة التي نهى الله عنها في القرآن الكريم، حيث قال سبحانه:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19].
ما الفاحشة في النشر؟ وهل المقصود الأمور الفاضحة فقط؟
يوضح د. هشام ربيع أن مفهوم الفاحشة لا يقتصر على الأمور الفجّة الفاضحة، بل يمتد ليشمل كل ما يستحي الإنسان من كشفه، أو ما يُعد من أسرار الحياة الزوجية والخاصة، أو الخلافات التي تمس سمعة البيت وكرامة أفراده. فالنشر المستمر لأسرار البيوت يعرض العلاقات الأسرية لخطر التفكك، ويفتح أبواب الشماتة والتدخل غير المحمود.
من ينشرها كمن يفعلها.. وزر مضاعف وخطر داهم
ولم يقف التحذير عند حدود النشر فقط، بل بيّن د. هشام ربيع أن الإسلام قد ساوى بين مرتكب الفاحشة ومن ينقلها ويشيعها بين الناس، استنادًا إلى قول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
«القائل للفاحشة والذي يشيع بها في الإثم سواء»، وهو حديث رواه الإمام البخاري في كتابه "الأدب المفرد"، ما يعكس جسامة الجريمة الأخلاقية والشرعية التي تقع على من يجعل من بيته مادة يتداولها الناس دون حاجة ولا ضرورة.
مواقع التواصل ليست مكانًا لبث الغسيل العائلي
يؤكد د. هشام أن مواقع التواصل الاجتماعي، رغم ما فيها من فوائد، ليست ساحة لنشر "غسيل الأسرة"، وليست مذكرات مفتوحة تباح فيها الخصوصيات. بل على المسلم أن يتحرى الحكمة في ما ينشر، وأن يزن الأمور بميزان الشرع والعقل، ويعلم أن الستر على النفس والأهل من أعظم القربات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة» [رواه مسلم].
حماية خصوصية البيت عبادة.. والنشر العشوائي معصية
واختتم الدكتور هشام ربيع فتواه بدعوة واضحة لأفراد المجتمع كافة: "اجعل بيتك حصنًا، لا شاشة مفتوحة. حافظ على أسرارك، واحمِ زوجتك وأولادك من أعين الناس وألسنتهم، ولا تجعل منهم مادة للاستهلاك اليومي. فحماية الخصوصية عبادة، والنشر غير المنضبط قد يتحول إلى معصية وذنب يجني صاحبه وزره في الدنيا والآخرة".