عاجل

إحذر الشماتة في مصائب الآخرين .. قد تُبتلى بما شمِتّ به!

د.هشام ربيع أمين
د.هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية

في زمن كثرت فيه الابتلاءات وتداول الناس أخبار المصائب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، برزت ظاهرة خطيرة لا تليق بإنسان ولا مؤمن، وهي "الشماتة" في ما يصيب الآخرين من محن، وحذر الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، من هذا السلوك المشين، مؤكدًا أنه لا يمتّ إلى الأخلاق النبوية أو الفطرة الإنسانية بصلة.

الشماتة ليست خلقًا إسلاميًا ولا سلوكًا إنسانيًا

قال الدكتور هشام ربيع إن الشماتة بالمصائب والابتلاءات التي تقع للغير ليست من الأخلاق الإسلامية ولا حتى من القيم الإنسانية السليمة.
وأوضح أن الإسلام علَّم أتباعه أن يحزنوا لحزن الآخرين، ويتعاطفوا معهم، لا أن يفرحوا لمصائبهم، أو يظهروا التشفّي والسرور بما نزل بهم.

تحذير نبوي صريح

استشهد الدكتور هشام ربيع بحديث نبوي شريف رواه الترمذي وحسّنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا تُظهر الشماتة بأخيك، فيعافيه الله ويبتليك».
وبيَّن أن هذا الحديث يحمل تحذيرًا صريحًا من الوقوع في فخ الشماتة، فالمصائب لا تؤمَن على أحد، ومن شمِت قد يُبتلى.

متى تكون الشماتة أشد خطرًا؟

أشار الدكتور هشام إلى أن الشماتة تكون أشد خطرًا إذا كانت علنية عبر وسائل التواصل، أو مصحوبة بسخرية أو استهزاء، وهذا يُضاعف الإثم، ويُعجّل بعقوبة الله، خصوصًا إذا مست الشماتة من فقد قريبًا، أو خسر شيئًا ثمينًا، أو أصيب بمرض، فقد تتحول كلمة ساخرة أو تعليق جارح إلى سهم يصيب قلب إنسان مكلوم ويزيده حزنًا وضعفًا.

عند المصائب.. اتعظ لا تفرح

أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء أن الموقف الإسلامي عند سماع المصائب هو: الدعاء للمُصاب، ومحاسبة النفس، وطلب العافية من الله، لا الفرح ولا الإدانة، الاتعاظ والتأمل في حكمة الله، وليس الفرح أو الشماتة، مشيرًا إلى أن المؤمن الحق يرى في ابتلاء غيره دعوة لمراجعة النفس، والتضرع إلى الله بالحفظ والعافية.

فقال: "المؤمن يعتبر ويتّعظ ويقول: اللهم لا تبتلينا، اللهم عافنا واعفُ عنا، ولا يشمت ولا يُعلّق بلسان سليط أو منشور مؤذٍ".

رسالة توعوية للمجتمع

وجّه الدكتور هشام ربيع رسالة للمجتمع قائلاً: "لا تُحكموا على الناس من خلال محنتهم، ولا تُظهروا التشفِّيَ في ما أصابهم، فربما تكون العاقبة لكم".
ودعا إلى ضرورة نشر ثقافة التعاطف والتراحم، خصوصًا في أوقات الأزمات والشدائد، والابتعاد عن أسلوب السخرية أو الاستعلاء.

تم نسخ الرابط