عاجل

من هو الفاحش والمتفحش؟ وما الفرق بينهما؟.. دار الإفتاء توضح

حديث نبوي يحذر:الله
حديث نبوي يحذر:الله لا يحب الفاحش المتفحش

تحذير نبوي واضح من الوقوع في الفحش والتلفظ بالسوء جاء في الحديث الشريف عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ» رواه الإمام البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود في سننه، والنسائي في السنن الكبرى.

هذا الحديث يُعدُّ تحذيرًا صريحًا من النبي صلى الله عليه وسلم من خُلُقٍ ذميم طالما ابتُليت به بعض الألسنة، وهو الفُحش في القول والتعمد في البذاءة.

من هو الفاحش والمتفحش؟ وما الفرق بينهما؟

أوضح علماء اللغة والحديث أن "الفاحش" و"المتفحش" وإن تقاربا لفظًا، إلا أن بينهما فرقًا في المعنى.

يقول الإمام ابن الأثير في غريب الحديث والأثر: "الفاحش: هو من اعتاد الفحش في كلامه وفعاله. أما المتفحش: فهو من يتكلف الفحش ويتعمده، أي يتصنع البذاءة ويتعمد القبح في الحديث والسلوك."

وفي توضيحٍ أعمق، يبيِّن الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم، نقلًا عن عدد من العلماء كالقاضي عياض والطبري وابن عرفة والهروي، أن:

الفحش هو ما جاوز الحد في القبح.

الفاحش هو من طبعه البذاءة.

أما المتفحش فهو من يتعمّد ويختار الفحش عمدًا، لما في نفسه من فساد وخُبث الطبع.

ويُشير الحديث إلى أن الفاحشة ليست حكرًا على الزنا أو المعاصي الكبرى، بل تشمل كل قول أو فعل قبيح، سواء في الأخلاق أو في الألفاظ.

في هذا الحديث، يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن المؤمن الحقيقي لا يكون بذيًّا، ولا يستخدم الألفاظ الجارحة أو السوقية، بل يكون لسانه طيبًا، وكلامه عفيفًا، وسلوكه رفيعًا.

وقد أكد هذا المعنى الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية السابق، عبر بيانٍ نُشر على الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، حيث أشار إلى أن الحديث "إن الله لا يحب الفاحش المتفحش" يُعدُّ قاعدة سلوكية عظيمة، يُبنى عليها حسن الخلق، وطهارة اللسان، ونقاء التعامل مع الآخرين.

لماذا لا يحب الله الفاحش المتفحش؟

لأن الفحش يُفسد العلاقات، ويُورث البغضاء، ويُبعد الإنسان عن السكينة والوقار. والمتفحش أشد خطرًا، لأنه يُظهر القبح عمدًا، وكأن في قلبه حبًّا للإيذاء والإفساد.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "ليس المؤمن بطعّان، ولا لعّان، ولا فاحش، ولا بذيء".

تم نسخ الرابط