عاجل

التحرش الجنسي بالأطفال في الإسلام.. جريمة من كبائر الذنوب وخيانة للأمانة

حكم التحرش الجنسي
حكم التحرش الجنسي بالأطفال في الإسلام

ما هو حكم الدين في التحرش الجنسي بالأطفال؟ أكدت دار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية في نصوصها وتعاليمها حرمة التحرش الجنسي بالأطفال، واعتبرته من أشنع الأفعال وأكبر الكبائر التي تقشعر منها الأبدان، وتنأى عنها الفِطر السليمة، لما فيه من انتهاك صارخ لبراءة الطفولة وخيانة للأمانة. فالطفل لا يعي ما يقع عليه، ولا يدرك حجم الاعتداء، مما يجعل الجريمة مضاعفة في الإثم، ومرتكبها في عداد ذوي النفوس المريضة والقلوب القاسية.

انتهاك صارخ لبراءة الطفولة

وتوضح دار الإفتاء المصرية أن أن هذا الفعل الدنيء لا يصدر إلا عن أصحاب النفوس المريضة الذين تجردوا من القيم والأخلاق والدين، وهو غدر وخيانة قبل أن يكون فاحشة؛ لأن الطفل لا يعي ولا يدرك ما يُمارس عليه، وأهله لا يتوقعون وقوع مثل هذا الفعل من الكبار، خاصة أن الأصل في الطفل أنه غير مشتهًى، واشتهاؤه على خلاف الفطرة. 

وقد بيّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الله يُبغِض الفاحش البذيء، فقال: «إِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيء»، وقال أيضًا: «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ»، كما نقلت دار الإفتاء المصرية.

وعليه، فإن من الواجب على ولاة الأمور أن يتصدوا لمثل هذه الجرائم البشعة بكل حزمٍ وقوة، وأن يمنعوا كل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن المجتمع ويشوّه فطرته.

المقاصد العليا في الشريعة: صيانة العرض من أعظم الضرورات

وضعت الشريعة الإسلامية مقاصد خمسة أساسية لحماية الإنسان، وهي: حفظ النفس، والعقل، والعرض، والمال، والدين، وجعلت صيانة العرض واجبًا شرعيًا ومقدمة على بعض حقوق الله؛ لما فيها من أذى بالغ للضحية والمجتمع.
بل وأكدت على سد الذرائع المؤدية إلى الفاحشة، فحرمت النظر والخلوة والخضوع في القول، حماية للأعراض.

وقد قال النبي ﷺ في خطبة الوداع:

«إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ»[رواه البخاري].

ما هو مفهوم التحرش الجنسي بالأطفال؟

يُعرَّف التحرش الجنسي بالأطفال بأنه:

"تعريض الطفل لأفعال أو سلوكيات ذات طابع جنسي سواء عبر اللمس أو الإيحاء أو النظرات أو الكلام أو حتى عبر الوسائل الحديثة، بقصد الإثارة أو الإشباع الجنسي"، سواء كان الطفل واعيًا لما يحدث أو لا.

يشمل ذلك:

  • المداعبة الجنسية.
  • الألعاب الجنسية.
  • عرض مشاهد إباحية على الطفل.
  • تصوير الطفل في أوضاع مخلة.

ويُعد كل من هم تحت سن الثامنة عشرة أطفالًا بحسب الأعراف القانونية والدولية، ولا تعارض بين هذا وبين التكليف الشرعي، لاختلاف مناط الأحكام.

عناية الإسلام بحقوق الطفل منذ اللحظة الأولى

اهتم الإسلام بالطفل منذ ما قبل ولادته، وأمر باختيار الأم الصالحة، وراعى حقوقه جنينًا ثم مولودًا، وفرض عليه الرعاية الكاملة.
ومن الحقوق التي أقرها الإسلام للطفل:

  • حسن المعاملة والرأفة.
  • الرعاية النفسية.
  • الحماية من أي أذى جسدي أو معنوي.
  • التربية السليمة وتعليمه الصلاة وضبط علاقته بالآخرين.

عن النبي ﷺ:«مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ»[رواه البخاري].

التحرش الجنسي بالأطفال في القانون المصري

تُجرّم القوانين الوضعية هذه الأفعال، وتضع لها عقوبات رادعة، حيث نص قانون العقوبات المصري في المادة (306 مكرر أ) على:

"الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 3000 جنيه لكل من تعرض للغير بإيحاءات أو أفعال جنسية".

أما إذا كانت الجريمة بدافع جنسي مباشر، أو من قبل صاحب سلطة، فتصل العقوبة إلى:

الحبس بين سنتين وخمس سنوات، وغرامة حتى 50 ألف جنيه (المادة 306 مكرر ب).

حماية الأطفال واجب شرعي ومجتمعي

التحرش الجنسي بالأطفال جريمة نكراء، وموبقة من الموبقات، لا يرتكبها إلا أصحاب القلوب السوداء الذين تجردوا من إنسانيتهم. وعلى أولياء الأمور والسلطات الدينية والقانونية أن يتكاتفوا لردع هذه الآفة.

قال رسول الله ﷺ:
«كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ»
[رواه مسلم].

تم نسخ الرابط