عاجل

عاتكة بنت عبد المطلب.. عمة النبي وصاحبة رؤيا أرعبت قريش قبل بدر

عاتكة بنت عبد المطلب
عاتكة بنت عبد المطلب

في عالم السيرة النبوية المليء بالعبر والدروس، تبزغ شخصية عاتكة بنت عبد المطلب، عمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي كان لها موقف لافت ومثير قبيل معركة بدر الكبرى. كانت عاتكة سيدة عاقلة فطنة، تنتمي لبيت النبوة والشرف، بيت عبد المطلب بن هاشم، الذي كان سيّد قريش بلا منازع.


قبل أيام قليلة من بدر، رأت عاتكة بنت عبد المطلب رؤيا عظيمة أقلقت مضجعها، فرأت في المنام رجلاً يركب بعيرًا، دخل مكة حتى بلغ بطحاءها، ثم صرخ بأعلى صوته: “يا معشر قريش، انفروا إلى مصارعكم في ثلاث.” رأت أن ذلك الرجل صعد إلى جبل أبي قبيس وصاح مرة أخرى، ثم دفع بحجر عظيم من الجبل، فتدحرج الحجر وتحطم، وتناثرت شظاياه فلم تبقَ دار من دور مكة إلا أصابها شيء منه.

استيقظت عاتكة بنت عبد المطلب من رؤياها مذعورة، وسارعت إلى شقيقها العباس بن عبد المطلب تروي له ما رأت، وتلتمس منه الكتمان. إلا أن أخبار الرؤيا انتشرت سريعًا، وتناقلها الناس بينهم حتى وصلت إلى أبي جهل، الذي لم يترك الفرصة للسخرية، فاستنكر قائلاً: “ها قد صارت نبية بني هاشم!”، مهددًا العباس بأن يكف عن نقل مثل هذه الأخبار وإلا سيتحول الأمر إلى مهزلة علنية.

لكن الرؤيا لم تكن حلمًا عابرًا. إذ لم تمر ثلاثة أيام حتى وقعت معركة بدر، وحدث ما حذر منه الرجل في الرؤيا. قُتل كبار زعماء قريش، وعلى رأسهم أبو جهل نفسه، وذاقت قريش مرارة الهزيمة. أدرك العباس، ومن عرف بالرؤيا، أن ما رأته عاتكة كان وحيًا صادقًا من الله عز وجل

دعمها المعنوي والإيماني

رغم أن كثيرًا من رجال قريش وقفوا معادين للنبي صلى الله عليه وسلم في بداية البعثة، كانت عاتكة تمثل تيارًا داخليًا داعمًا للرسالة من حيث المشاعر والموقف الإيماني. أظهرت انحيازًا صامتًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وميلًا للحق الذي جاء به، دون مواجهة مباشرة مع أهل قريش، مما حافظ لها على موقعها الاجتماعي وفي الوقت نفسه جعلها قريبة من دعوة الإسلام في مراحلها الحساسة.

كانت عاتكة من النساء القلائل اللواتي استخدمن مكانتهن الاجتماعية لدعم الحق. فقد كانت محط احترام بين رجال قريش، وكانت كلماتها تُحسب لها، مما جعل وجودها عامل توازن داخل مجتمع بدأ يميل إلى الغلو في عدائه للنبي وأصحابه

تم نسخ الرابط