لماذا أمرنا الله بالاهتمام بالآخرين.. وهل يجوز التبرؤ من الأقارب؟

أوضح الشيخ أشرف الفيل العالم الأزهري، أن الاهتمام بالأقارب والبدء بهم في الإصلاح والهداية هو توجيه إلهي ثابت، مستشهدين بقوله تعالى: “وأنذر عشيرتك الأقربين”.
لماذا أمرنا الله بالاهتمام بالآخرين؟
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى يريد من الإنسان أن يعزز مكانة الأسرة ويؤسس مجتمعه الصغير على أساس متين من الإيمان والأخلاق قبل أن يتوجه لدعوة الآخرين.
وأوضح الشيخ أشرف الفيل من برنامج (اسأل مع دعاء) المذاع على قناة " النهار" أن البداية بالأقربين تهدف إلى أن يكون الأب قدوة لأولاده، والأم مثالاً حياً على التربية السليمة، وأن يستفيد الأبناء من تجارب ذويهم. وبيّنوا أن حتى الأنبياء، مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بدأوا بدعوة أهلهم رغم المصاعب التي واجهوها، مستشهدين بموقف النبي مع عمه أبي طالب الذي أصر النبي حتى لحظة وفاته أن ينطق بالشهادة.
وفيما يتعلق بمسألة التبرؤ من الأقارب، شدد على أن البراءة تكون من العمل السيئ وليس من الشخص نفسه. ففي قوله تعالى: “فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون”، يتجلى أن المسلم يرفض الفعل المخالف للشريعة، دون أن يهجر أهله أو يتخلى عنهم، مشيرين إلى أن القطيعة لا تحل المشكلة بل تزيدها سوءًا.
ونبه الشيخ أشرف الفيل إلى خطورة إقصاء الأبناء أو الأقارب الذين يسلكون طرقًا خاطئة، مؤكدين أن الطرد أو الهجر يفتح المجال لضياعهم تحت تأثير رفاق السوء، ويضاعف قسوتهم، مما ينعكس سلبًا على الأسرة كلها.
واختتم الشيخ أشرف الفيل حديثه بالتأكيد على أن بناء الأسرة الدينية القوية يبدأ من الاهتمام بالأقرب فالأقرب، والعمل على إصلاحهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ليكون المجتمع أكثر ترابطًا وتماسكًا
فيما أكد الشيخ رمضان عبد المعز أن العمل الصالح والصدقة هما الوسيلة الحقيقية لزيادة رصيد الإنسان عند الله، مشددًا على أن ما يُنفق في سبيل الله هو الذي يبقى للعبد في آخرته، بينما ما يحتفظ به يزول مع الدنيا.
واستشهد عبد المعز في حلقة جديدة من برنامج “لعلهم يفقهون” المذاع على قناة " dmc”بقصة رواها عن السيدة عائشة رضي الله عنها حين وزعت لحم شاة أمرها النبي صلى الله عليه وسلم بتوزيعها على الفقراء والمساكين. وعندما أخبرته أن كل اللحم قد وزع ولم يتبقَ إلا الكتف، رد عليها قائلاً: “بل بقيت كلها ولم يذهب إلا الكتف”، موضحًا أن ما أُعطي في سبيل الله هو الذي يبقى محفوظًا.
وأضاف الشيخ أن الحياة الحقيقية ليست في الدنيا، بل في الآخرة، مستشهدًا بقول الله تعالى: “وإن الدار الآخرة لهي الحيوان”، ومؤكدًا على أهمية اغتنام الفرصة لزيادة الأعمال الصالحة قبل فوات الأوان.
ودعا عبد المعز إلى النظر إلى الفقراء والمحتاجين باعتبارهم سببًا في رفع الرصيد الأخروي، موضحًا أن السلف الصالح كانوا يفرحون بالمحتاجين، لأنهم يرون فيهم من يحمل لهم الزاد إلى الآخرة دون مقابل.
واختتم حديثه بحثّ المسلمين على التصدق ولو بالقليل، والعمل بأيديهم إذا لم يستطيعوا التصدق بالمال، ومساعدة الآخرين، أو على الأقل الإمساك عن إيذاء الناس، معتبرًا أن كل ذلك من أشكال الصدقة المقبولة عند الله.