عاجل

حكم صلاة الغائب في الإسلام.. هل هي سنة مؤكدة أم مستحبة؟

صلاة الغائب
صلاة الغائب

تُعد صلاة الغائب من الموضوعات التي أثارت جدلاً بين الفقهاء، حيث يختلف الرأي حول مشروعية أداء هذه الصلاة في حال وفاة شخص بعيد عن المكان الذي يقيم فيه المصلون. على الرغم من اختلاف الآراء، إلا أن صلاة الغائب تعد من الشعائر التي شهدت تأكيدًا في بعض المذاهب، لاسيما في حالات خاصة مثل وفاة الشخص الذي له مكانة أو قيمة في المجتمع.

رأي دار الإفتاء في صلاة الغائب

أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الغائب مشروعة في الإسلام، وهي سنة مؤكدة في حالات معينة، خاصة إذا توفي شخص في مكان بعيد عن المسلمين. ويستند هذا الحكم إلى ما ورد في السنة النبوية الشريفة، حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي ملك الحبشة بعد وفاته، رغم أنه لم يكن موجودًا في المدينة.

وقد أوضحت دار الإفتاء أن صلاة الغائب لا تعد واجبة، بل هي سنة، ولكنها مستحبة في حالات معينة مثل وفاة الأشخاص الذين لهم مكانة في المجتمع أو عند وقوع أحداث كبيرة مثل الحروب أو الكوارث. ووفقًا للفتوى، يُمكن أداء صلاة الغائب على كل ميت، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، إذا كان له فضل أو كان من الشخصيات المؤثرة في المجتمع.

أدلة مشروعية صلاة الغائب

تشير دار الإفتاء إلى الحديث الصحيح الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما توفي النجاشي ملك الحبشة، فصلى عليه المسلمون في المدينة صلاة الغائب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن أخاكم النجاشي قد مات، فقوموا فصلي عليه” (رواه البخاري)، مما يثبت مشروعية الصلاة على الميت الغائب.

كيفية أداء صلاة الغائب

تتم صلاة الغائب كما تُؤدى صلاة الجنازة، حيث يصطف المسلمون ويؤدون الصلاة عليه بتكبيرات أربع. التكبيرة الأولى تكون تكبيرة الإحرام، وفي الثانية يُصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الثالثة يدعى للميت، وفي الرابعة يدعو المسلمون للحي والميت

مذاهب الفقهاء في حكم صلاة الغائب

1. مذهب الحنفية:
يعتقد الفقهاء في المذهب الحنفي أن صلاة الغائب غير مشروعة، ولا ينبغي أداؤها إلا في حالات نادرة. وقد استندوا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أنه صلى على أي ميت غائب إلا في حالة واحدة، وهي صلاة النبي على النجاشي ملك الحبشة، وهو ما جعل الحنفية يعتبرونها حدثًا استثنائيًا.
2. مذهب المالكية:
لا يشجع المالكية على صلاة الغائب، ولكنهم اعترفوا بأنها قد تكون مشروعة في حالات خاصة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بشخص ذو مكانة عالية، مثل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي.
3. مذهب الشافعية:
في مذهب الشافعية، يُعتبر أن صلاة الغائب سنة مؤكدة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بشخص توفي في مكان بعيد عن المسلمين، وذلك من باب تكريم الميت والدعاء له. ويُستحب للمسلمين أداء هذه الصلاة في حالة الوفاة إذا كان الميت له مكانة خاصة في المجتمع.
4. مذهب الحنابلة:
يؤكد الحنابلة مشروعية صلاة الغائب، معتبرين أنها مشروعة وتُؤدى على جميع الموتى، لا سيما إذا كانوا من العلماء أو الصالحين، أو حتى في حالات الوفاة الجماعية، مثل الحروب أو الكوارث.

تم نسخ الرابط