عاجل

هل يجوز أداء صلاة النافلة فى جماعة؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

صلاة النافله
صلاة النافله

تعد مسألة أداء صلاة النافلة في جماعة من المسائل التي اختلف فيها العلماء، حيث يرى البعض جواز ذلك في حالات معينة، بينما يرى آخرون أن الأفضل هو أن تُؤدى النوافل فرديًا.

فيما يتعلق بحكم أداء صلاة النافلة في جماعة، أوضحت دار الإفتاء المصرية في أكثر من مناسبة أن أداء النوافل يجب أن يكون في الأصل بشكل فردي، حيث لا يوجد دليل شرعي على وجوب أو استحباب أداء النوافل جماعة باستمرار.

 وقد استندت دار الإفتاء في فتواها إلى ما ورد في السنة النبوية، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤدي النفل منفردًا، سواء كان ذلك في بيته أو في المسجد. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصلي النوافل مثل صلاة الليل والسنن القبلية والبعدية بشكل فردي، في حين كان يحرص على أداء بعض النوافل في جماعة فقط في حالات خاصة.

ومع ذلك، أكدت دار الإفتاء أن هناك بعض الاستثناءات في حالات معينة مثل صلاة التراويح في رمضان وصلاة التهجد، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى التراويح في جماعة في المسجد لبعض الليالي، ثم تركها خوفًا أن تُفرض على الأمة. ووفقًا لذلك، يمكن أداء بعض النوافل جماعة في مناسبات خاصة، ولكن يجب أن يكون ذلك بحذر وأن لا يتحول إلى عادة دائمة.

آراء العلماء حول حكم صلاة النافلة في جماعة:


الأدلة الشرعية:
1. الأدلة من السنة النبوية:
• أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصلي النفل بمفرده في غالب الأحيان، فقد كان يصلي الليل منفردًا، ويؤدي السنن القبلية والبعدية بشكل فردي أيضًا. عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، ثم ينام فيصلي، فقلت: يا رسول الله، كيف ينام؟ قال: إن الله لا ينام” (رواه البخاري).
• حديث التراويح: عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاها جماعة في المسجد في رمضان، ثم تركها، وقال: خشيت أن تُفرض عليكم” (رواه البخاري). هذا الحديث يبين أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صلاة التراويح جماعة خشية أن تُفرض على الأمة.
2. القياس على الصلاة الفردية:
• يُستدل على أن صلاة النافلة ينبغي أن تكون فردية استنادًا إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يؤديها بنفسه، وعلى أنه لم يُثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جعل صلاة النفل جماعية إلا في حالات استثنائية.

آراء الفقهاء:
1. رأي الإمام مالك:
• يرى الإمام مالك رحمه الله أن صلاة النفل يجب أن تكون فردية في الأصل. فقد كان مالك يفضل أن تُؤدى النوافل في المنزل أو في المسجد منفردًا. وهو لم يَرَ أن هناك دليلًا صحيحًا يوجب أداء النوافل جماعة إلا في صلاة التراويح في رمضان.
2. رأي الإمام الشافعي:
• الإمام الشافعي أشار إلى أن أداء النفل جماعة ليس محرمًا ولكن يُستحب أن تكون النوافل فردية. وذكر أن صلاة التراويح يمكن أن تؤدى جماعة في رمضان، لكنه شدد على أن هذا يجب أن يكون في إطار محدد ولا يتم تحويله إلى عادة دائمة.
3. رأي الإمام أحمد بن حنبل:
• الإمام أحمد بن حنبل أيضًا يرى أن أداء النوافل يجب أن يكون فرديًا في الأغلب، مع السماح في حالات معينة أن تُؤدى جماعة، مثل صلاة التراويح، التي ورد في الحديث أنها صلاها النبي صلى الله عليه وسلم جماعة في المسجد في بعض الليالي.
4. رأي الشيخ ابن تيمية:
• في فتواه حول هذا الموضوع، ذكر الشيخ ابن تيمية رحمه الله أن صلاة النفل هي صلاة فردية، ويجب أن تؤدى بهذا الشكل إلا في بعض الحالات الاستثنائية، مثل صلاة التراويح. وكان يرى أن أداء النفل جماعة يؤدي إلى تحريف السنة ويجعله يخرج عن كونه نافلة في الأصل.

تم نسخ الرابط