عاجل

هل تعلم أن مماطلة الورثة فى الميراث قد تحرمك من الجنة؟

مماطلة في الميراث
مماطلة في الميراث

في ظل تكرار شكاوى بعض الورثة من مماطلة إخوانهم في تسليم الميراث أو تعطيله عمدًا، حسمت دار الإفتاء المصرية هذا الجدل بفتوى صريحة أصدرها فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، تؤكد أن التأخير في تسليم التركة دون مبرر شرعي حرام شرعًا ويُعد من الظلم البيِّن، وقد يُعرض المماطل لغضب الله وعقوبته يوم القيامة.

الميراث حق شرعي ينتقل فورًا بعد الوفاة

بحسب فتوى الدكتور علي جمعة، فإن الإرث ينتقل شرعًا إلى الورثة فور موت المورِّث، ويصبح كل وارث مالكًا لنصيبه بملك تام، ولا يجوز لأي شخص تعطيل هذا الحق أو تأخيره دون رضا جميع الورثة.

وأشار إلى أن الأصل في الشريعة أن "كل إنسان أحق بماله"، كما ورد في الحديث الشريف:
"يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ: أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ، يَبْقَى عَمَلُهُ" – متفق عليه.

مماطلة تسليم الإرث ظلمٌ وأكلٌ لأموال الناس بالباطل

أكدت الفتوى أن التأخير المتعمَّد في تقسيم التركة دون عذر أو إذن شرعي يدخل في باب الظلم المحرَّم، ويُعد أكلًا لأموال الناس بالباطل، وهو من الكبائر. والدليل قول الله تعالى:
﴿لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ [النساء: 29].

كما استشهد الدكتور علي جمعة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ فَرَّ مِنْ مِيرَاثِ وَارِثِهِ، قَطَعَ اللهُ مِيرَاثَهُ مِنَ الْجَنَّةِ" – رواه ابن ماجه.
ويُفهم من الحديث أن الحرمان أو حتى المماطلة تعتبر من صور الظلم المؤدي لعقاب الآخرة.

الأصل في الشريعة: لكل وارث نصيبه دون تعطيل أو تسلّط

استندت الفتوى إلى آيات الميراث في سورة النساء، والتي استخدمت "لام الملك" في وصف الأنصبة، مثل:
"فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ"، "فَلَهَا النِّصْفُ"، "وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ"، ما يدل على أن كل وارث يملك نصيبه بمجرد الوفاة، ولا يجوز لأحد أن يمنعه أو يؤخره.

التأخير ظلم.. والمظلوم يأخذ من حسنات الظالم يوم القيامة

كما نبهت الفتوى إلى أن المماطلة ظلم صريح يُحاسب عليه العبد في الآخرة، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" – رواه مسلم.
بل إن المظلوم قد يأخذ من حسنات الظالم يوم القيامة، كما جاء في الحديث:
"يُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ" – رواه مسلم.

التأخير في تقسيم الميراث إثم عظيم يستوجب التوبة

ختامًا، أكدت فتوى الدكتور علي جمعة – عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية السابق – أن تأخير قسمة الإرث بلا عذر أو إذن من الورثة محرم شرعًا، ويجب على المماطل التوبة والاستغفار، وإعادة الحقوق لأصحابها فورًا.

تم نسخ الرابط