العين تدخل القبر والحسد يُشعل القلوب .. كيف تحمي نفسك؟

لا يكاد يخلو بيت من ألمٍ مفاجئ، أو فشلٍ غير مبرر، أو مشكلاتٍ تظهر بلا مقدمات، فيتساءل الناس: هل أصابتنا عينٌ حاسدة؟ هل هناك من يضمر لنا الشر؟
هذا الشعور ليس وهمًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين" (رواه مسلم)، وفي حديث آخر: "أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين" (رواه الطبراني).
العين والحسد أمران ثابتان
دار الإفتاء المصرية أكدت أن العين والحسد أمران ثابتان شرعًا، وأن التحصين منهما واجب على كل مسلم ومسلمة، وذلك عبر أذكار النبي صلى الله عليه وسلم، والرقية الشرعية، والتوكل على الله، مع البعد عن إظهار النعم بشكل مفرط، خاصةً على وسائل التواصل.
كيف تحمي نفسك من العين والحسد؟ نصائح دار الإفتاء
1. الرقية الشرعية اليومية:
اقرأ على نفسك صباحًا ومساءً:
الفاتحة.
آية الكرسي.
المعوذتين.
سورة الإخلاص.
أول خمس آيات من سورة البقرة.
2. قول الأدعية النبوية للتحصين:
من أشهرها:
"أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"
و:
"اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير"
3. إخفاء النعم عن أعين الحاسدين:
لا تفرط في عرض نجاحاتك أو ممتلكاتك، فالحاسد قد يتمنى زوالها دون أن ينطق بكلمة.
4. كثرة الذكر والاستغفار:
الذكر حصن للمؤمن، والاستغفار يفتح الأبواب المغلقة ويصرف البلاء.
هل يجوز رقية النفس؟ وماذا عن رقية الأطفال؟
أجابت دار الإفتاء أن الرقية جائزة بل مستحبة، سواء على النفس أو على الأهل والأطفال، ويُفضل أن يرقي الإنسان نفسه بنفسه بكلام الله وأدعية النبي، كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم مع الحسن والحسين.
الحسد والعين في القرآن والسنة
قال تعالى:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)" [سورة الفلق]
وهي من أعظم سور التحصين التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم صباحًا ومساءً، مع المعوذتين وسورة الإخلاص.
وقال صلى الله عليه وسلم:"استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود" (رواه الطبراني)
العين والحسد واقع لا يُنكر، لكن الإسلام لم يتركنا بلا حماية. بين أيدينا آيات وأدعية كفيلة أن ترد كل شر وتحفظ النفس والبيت والأبناء. فلنلزم الذكر، ونقلل من التفاخر، ونتوكل على الله الذي بيده الخير كله.