عاجل

هل فهِمنا النصوص برحمة أم بعدسات التشدد والعنف؟.. علي جمعة يوجه دعوة للتأمل

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

دعوة للتأمل والعودة إلى جوهر الرسالة في زمن كثر فيه الخلاف حول فهم النصوص الدينية وتفسيرها، وجّه الأستاذ الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، دعوة صادقة وعميقة للتفكر في المنهج الذي نقرأ به كلام الله ورسوله ﷺ.


عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، طرح الدكتور علي جمعة تساؤلًا محوريًا: هل نقرأ النصوص بنظارة "الرحمن الرحيم"، أم نقرأها بعدسات التشدد والعنف؟

الرحمة أساس الرسالة.. وليست استثناءً

استند الدكتور علي جمعة إلى قول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}،
موضحًا أن هذه الرحمة ليست حكرًا على المسلمين، ولا على جيل معين، بل هي رحمة شاملة للبشرية جمعاء، في كل زمان ومكان.

وقال إن النبي ﷺ عبّر عن مهمته بعبارة جامعة مانعة:
«إنما أنا رحمةٌ مُهداةٌ»، أي أن الرسالة كلها قائمة على الرحمة، بدءًا من مبعوثها، وانتهاءً بمقاصدها.

نظارة "الرحمن الرحيم".. مفتاح الفهم السليم

وفي طرح تأملي بديع، دعا الدكتور علي جمعة إلى ارتداء "نظارة الرحمة" عند قراءة النصوص الدينية، لا "نظارة المنتقم الجبار".
وأوضح أن اللغة العربية مليئة بالأدوات البلاغية التي قد تفتح بابًا للتأويل، لكن السؤال الأهم هو: في أي اتجاه نؤول؟
هل نؤول نحو التشدد والعنف؟ أم نحو الرحمة التي هي الأصل؟

وأضاف أن المشكلة ليست في النص، بل في طريقة قراءتنا له. فالنص قابل لأن يُفهم في ضوء الرحمة، وإن فُهِم بعكس ذلك، فالمعيب هو القارئ، لا النص المقدس.

خطورة نزع الرحمة من الفهم الديني

يحذّر الدكتور علي جمعة من أن نزع الرحمة من الفهم والتفسير يؤدي إلى اصطدام النصوص مع:

  • الواقع.
  • المصالح.
  • الفطرة السليمة.
  • سنن الله في خلقه.

ويستشهد بحديث النبي ﷺ:
«لا ضرر ولا ضرار»، مؤكدًا أن الإسلام جاء لرفع الضرر، لا لزيادته، وأن كل فهم ينتج ضررًا ذاتيًا أو مجتمعيًا هو فهم مختلّ ينبغي مراجعته.

عالجوا المتشددين بالرحمة.. لا بالقسوة

واختتم الدكتور علي جمعة دعوته بتوجيه راقٍ في كيفية التعامل مع المتشددين، فقال:
"نحن نريد الرحمة حتى لأولئك الذين لم يريدوا لأنفسهم، ولا للناس، الرحمة."

وأشار إلى أن الرد على التطرف لا يكون بتطرف مضاد، بل بـخطاب يفتح القلوب، ويعيد توجيه البوصلة نحو الأصل النبوي العظيم: الرحمة.

تم نسخ الرابط