أمين الفتوى: قواعد الميراث قطعية ومن يعبث بها يطلب شهرة زائفة

أكد الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الدعوات التي تُنادي بتغيير أو تعديل قواعد الميراث في الإسلام تُعدّ خروجًا صريحًا عن الثوابت الشرعية والأحكام القطعية التي لا يجوز المساس بها، بأي شكل من الأشكال.
وأوضح أمين الفتوى في منشور رسمي نشره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك :"أن هذه القواعد مستمدة من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وأجمع عليها علماء الأمة الإسلامية عبر العصور من غير خلاف ولا إنكار".
وقال: "إن انحراف أصحاب دعوات تغيير قواعد الميراث أشهر من أن يُذْكَر، إذ هم يخالفون القطعيات التي لا تقبل التغيير أو التطوير."
العبث بالثوابت لا يحقق إلا شهرة كاذبة
وشدد "ربيع" على أن العبث بأحكام المواريث الشرعية لا يحقق سوى شهرة زائفة، وقال: "لا يجوز لأي أحد -كائنًا من كان- أن يُغيِّر هذه الأحكام القطعية، وإلا كان كلامه باطلًا مردودًا لا يُعتدّ به، ولا يُلتفت إليه."
وأضاف أن الشهرة المبنية على مخالفة الدين لا تُعد شجاعة ولا تجديدًا، بل هي فتنة فكرية ومجتمعية تُستخدم لإثارة البلبلة والتشويش، قائلًا: "الشهرة على حساب الدين ليست عدلًا، وإنما ضياع للحق، وتشويه لقيم الإسلام."
الآيات واضحة.. والحق بيِّن
استشهد امين الفتوى بقول الله تعالى:
﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ﴾ [النساء: 11]، مؤكدًا أن هذه الآيات القرآنية واضحة الدلالة، قطعية الثبوت والدلالة، ولا تقبل اجتهادًا أو تحريفًا تحت مسمى التحديث أو التغيير.
رسالة توعية: الدين لا يُفصَّل حسب الأهواء
وأكد فضيلته أن الدين لا يُجزَّأ ولا يُفصَّل على مقاس أحد، بل يُتّبع كما نزل، مبينًا أن أحكام الشريعة الإسلامية تهدف إلى تحقيق العدل الحقيقي، وليس العدل الظاهري الذي يتماشى مع الأهواء.
الميراث في الإسلام حكم ثابت بنصوص قطعية
وختم حديثه بدعوة صريحة لكل مسلم ومسلمة بعدم الانجراف خلف هذه الدعوات الهدامة التي تستهدف هدم ثوابت الدين، مشددًا على ضرورة الرجوع إلى أهل العلم والفتوى في الأمور الشرعية، وعدم الاعتماد على الأصوات التي تتكلم بغير علم.
وقال إن قواعد الميراث في الإسلام ليست محل نقاش ولا تخضع للاجتهاد، لأنها جاءت بنصوص قطعية لا تقبل التأويل، ومن يسعى إلى تغييرها أو التلاعب بها فهو يطلب شهرة زائفة على حساب الدين والعدل، ولا يُحقق بذلك إلا الفتنة والاضطراب داخل المجتمع.