عالم أزهري: الميراث ملك لله وتأخيره أو إحتكاره ظلم لا يرضاه الشرع|فيديو|

أكد الدكتور إسلام النوواوي، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن الميراث ليس مالًا شخصيًا يمكن للإنسان التصرف فيه كما يشاء، بل هو ملكٌ لله يُوزَّع وفق أحكامه، مشددًا على أن الالتزام بتقسيمه وفق الشريعة الإسلامية واجب ديني لا يجوز التلاعب به.
أحكام الميراث
وأوضح النوواوي، خلال تقديمه برنامج "وبشر المؤمنين" على قناة "صدى البلد"، أن الله عز وجل أولى أحكام الميراث أهمية كبيرة في القرآن الكريم، حيث افتُتحت سورة النساء بآيات الميراث، وخُتمت أيضًا بآية تتعلق به، في إشارة واضحة إلى وجوب الامتثال لقواعد التوزيع الشرعي وعدم الخروج عليها بأي حال من الأحوال.
سلوكيات خاطئة
وأشار إلى أن هناك سلوكيات خاطئة يقع فيها البعض فيما يخص الميراث، أبرزها تأخير توزيعه أو احتكاره من قِبل أفراد معينين دون وجه حق، مؤكدًا أن هذا التصرف لا يرضي الله ولا رسوله، لأنه يتعارض مع مبدأ العدل الإلهي الذي وضعه الله في توزيع الأموال بين الورثة، لا سيما المواريث قُسِّمت بأمر الله، وبالتالي لا مجال للتدخل البشري فيها أو تبرير مخالفتها تحت أي ظرف.
الخلافات المالية
وتحدث النوواوي عن خطورة الخلافات المالية بين أفراد الأسرة، مشيرًا إلى أنها من أصعب أنواع الخلافات، وغالبًا ما تؤدي إلى نزاعات طويلة الأمد يصعب حلها، وأن المشاكل العادية بين الأقارب قد تُحل بمرور الوقت أو بتدخل العقلاء، لكن عندما يكون المال طرفًا في النزاع، فإنه يترك جرحًا غائرًا قد يؤدي إلى القطيعة الدائمة بين الأشقاء وأفراد العائلة.
حرمان الورثة
وشدد على أن حرمان الورثة من نصيبهم المشروع، سواء بتأخير التوزيع أو المماطلة في تسليم الحقوق، ليس فقط ظلمًا دنيويًا، بل جريمة شرعية سيحاسب عليها الإنسان يوم القيامة، لافتًا إلى أن المال إذا لم يُؤخذ بحق، فإنه يتحول إلى حسرة على صاحبه، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:" أيما رجل اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة".

التلاعب في المواريث
ودعا الدكتور إسلام النوواوي الجميع إلى اتباع أوامر الله في تقسيم الميراث، وعدم تأخيره أو التلاعب فيه بأي شكل من الأشكال، حتى لا يتحمل الإنسان وزرًا عظيمًا أمام الله. وأكد أن الالتزام بأحكام المواريث ليس مجرد التزام ديني، بل هو أيضًا ضرورة اجتماعية، تهدف إلى تحقيق العدل وضمان التوازن بين أفراد الأسرة، مشددًا على أن من يخالف هذه القواعد يظلم نفسه قبل أن يظلم غيره، وعليه أن يتذكر أن المال زائل، لكن الحقوق تبقى معلقة حتى يُردّ لكل ذي حقٍ حقه.