عاجل

باب الريان في الجنة.. دار الإفتاء تكشف سر التكريم الإلهي للصائمين ومكانتهم

د.شوقي علام مفتي
د.شوقي علام مفتي الجمهورية السابق

الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو عبادة عظيمة، اختصها الله عز وجل لنفسه، فقال في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به". وفي هذا السياق، يبرز حديث شريف يُظهر عظمة هذا العمل، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان». فما سر هذا الباب؟ ولماذا خُصّ به الصائمون دون غيرهم؟

باب الريان.. تكريم خاص للصابرين على العطش والطاعة

وأوضح الدكتور شوقي علام، المفتي السابق في فتوى رسمية لدار الإفتاء المصرية، أن "باب الريان" هو أحد أبواب الجنة، لا يدخل منه إلا من كانوا من أهل الصيام، أي الذين أكثروا من هذه العبادة وعرفوا بلزومها. وسُمِّي الباب "الريان" لأنه مرتبط بالريّ، عكس العطش، في دلالة على أن الله يُروِي عطش الصائمين الذي تحمّلوه في الدنيا، بنعيم لا يُضاهى في الآخرة.

ما ورد عن النبي في فضل هذا الباب

جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد».
وفي حديث آخر:
«من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي من أبواب الجنة… ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان» [متفق عليه].

لماذا سُمي بـ"الريان" دون غيره؟

قال الإمام بدر الدين العيني في عمدة القاري: "سمي بالريان لأن الصيام فيه جوع وعطش، فجعل الله للصائمين بابًا خاصًا يُرْوَون منه تكريمًا لهم".
كما أوضح المُلَّا علي القاري أن هذا الباب قد يكون بابًا يُسقى فيه الصائمون شرابًا طهورًا قبل دخولهم الجنة.

هل باب الريان خاص بصيام رمضان فقط؟

بيَّن علماء مثل الإمام الصنعاني أن باب الريان يشمل كل الصائمين، سواء في الفرض كرمضان، أو النفل كصيام الاثنين والخميس، وصيام عاشوراء وعرفة، وغير ذلك.
لكنّ صيام الفريضة هو الأصل والأكمل، ومن حافظ عليه فهو داخل في الوعد، بإذن الله.

أثر الصيام في تربية النفس

الصيام يُربّي النفس على الصبر، وكظم الغيظ، والتحكم في الشهوات. وهذا ما يجعل أهله مستحقين لتلك المنزلة الرفيعة في الآخرة. فقد تركوا الشهوات في الدنيا، فينادَون يوم القيامة لدخول الجنة من باب لا يُزاحمهم فيه أحد.

دعوة عملية: اجعل لنفسك نصيبًا من باب الريان

إذا علمت أن للصائمين بابًا في الجنة، فاجتهد أن تكون منهم. اجعل الصيام عبادةً تلازمك، لا في رمضان فقط، بل في كل شهور العام، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم حتى يُقال لا يُفطر، وكان يُكثر من صيام النوافل.

باب الريان.. دعوة من السماء

«أين الصائمون؟» هكذا يُنادى على أهل الصيام يوم القيامة، فيقومون، ويدخلون من باب لا يُفتح لغيرهم. فهل أعددت نفسك لتكون من هؤلاء؟ اجتهد في صيامك، وتذكّر أن ما تتحمّله في الدنيا له جزاء أعظم مما تتخيل عند ربّك الكريم.

تم نسخ الرابط