هل حديث 'الله في عون العبد' صحيح؟ .. دار الإفتاء توضح الحقيقة

أثارت عبارة 'الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه' تساؤلات حول صحتها في الأوساط الدينية، حيث تساءل البعض إن كانت هذه الجملة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وفي هذا السياق، قدم فضيلة الشيخ عبد الرحمن قراعــة فتوى توضح حقيقة هذا الحديث.
حقيقة الحديث حول "الله في عون العبد"
وفقًا للفتوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية، أكد الشيخ عبد الرحمن قراعــة أنه لا يوجد نص دقيق في الأحاديث النبوية الشريفة يتضمن النص الوارد في السؤال كما هو، وهو: 'الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه'. لكنه أشار إلى وجود حديث مشابه في صحيح مسلم، والذي يتناول معاني قريبة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، وهو جزء من حديث طويل يذكر فضائل مساعدة المسلمين لبعضهم البعض.
نص الحديث الصحيح من صحيح مسلم
في صحيح الإمام مسلم، الجزء الثامن، نجد الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، والذي يتضمن عدة فوائد للأعمال الصالحة، ومنها:
"مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستَره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه"، وفيه ذكر بأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، مما يعني أن مساعدة المسلم لأخيه في الدنيا تُعَدّ من الأعمال التي تحظى بعون الله في الدنيا والآخرة.
الحديث الصحيح وتفسيره الشرعي
الحديث الصحيح لا يشمل الصيغة التي تم السؤال عنها بشكل مباشر، ولكن تظل معناه واضحًا ومؤكدًا في عدة روايات، مما يدل على فضيلة مساعدة الآخرين. كما أشار الشيخ قراعــة إلى أن الحديث المذكور من صحيح مسلم يسلط الضوء على فضيلة التعاون بين المسلمين، وأن هناك تشجيعًا من النبي صلى الله عليه وسلم على دعم ومساندة المؤمنين لبعضهم البعض.
بحسب فتوى الشيخ عبد الرحمن قراعــة، فإن الحديث الذي ذكرته في السؤال ليس هو النص الصحيح المتداول عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن **المعنى المذكور يتوافق مع روايات أخرى في صحيح مسلم، مما يعكس أهمية التعاون والمساعدة بين المسلمين في الحياة اليومية. ولم يتم العثور على نص مخالف في هذا السياق، مما يوضح أن النص المتداول هو من اختلاف الروايات.