هل يجب على المرأة تغطية قدميها أثناء الصلاة؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

أثارت مسألة ستر قدمَي المرأة أثناء الصلاة جدلًا في بعض القرى، مما دفع البعض للبحث عن الحكم الشرعي الصريح. وفي هذا السياق، أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى على لسان الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أوضح فيها تفاصيل هذا الحكم الفقهي، وبيّن فيها أسباب الخلاف بين العلماء، مع تأكيده على أهمية عدم جعل المسائل الخلافية سببًا للنزاع أو الفرقة بين المسلمين.
ستر قدمَي المرأة في الصلاة: خلاف فقهي معتبر
أوضح الدكتور علي جمعة أن ستر قدمي المرأة أثناء الصلاة هو من المسائل الخلافية بين الفقهاء، مشيرًا إلى أن الأولى للمرأة المسلمة أن تستر قدميها خروجًا من الخلاف واستحبابًا، ولكن لا حرج عليها إن كشفت قدميها اتباعًا لمن أجاز ذلك من العلماء.
وقد ذهب الإمام أبو حنيفة والثوري والمزني من الشافعية إلى أن قدمي المرأة ليستا بعورة، وبالتالي لا يجب سترهما أثناء الصلاة. بينما رأى الإمام مالك أن القدمين من العورة المخففة، فإن كشفت المرأة قدميها فصلاتها صحيحة، لكن يستحب لها الإعادة إن كان وقت الصلاة باقيًا، أما إن خرج الوقت فلا إعادة عليها، وتؤجر على حرصها في كل الأحوال.
القاعدة الشرعية: لا يُنكر المختلف فيه
شدد الدكتور علي جمعة على أن النزاع في مثل هذه المسائل لا ينبغي، مستشهدًا بقاعدة أصولية راسخة تقول: "لا يُنكَر المختلف فيه، وإنما يُنكر المتفق عليه". وأضاف أن من ابتُلي بشيء من المختلف فيه فله أن يقلد من أجاز، وأن الخروج من الخلاف مستحب شرعًا.
الصلاة صحيحة مع أو بدون تغطية القدمين
بناءً على ما سبق، أكدت الفتوى أن صلاة المرأة صحيحة سواء غطت قدميها أم لا، طالما أنها اتبعت قولًا معتبرًا من أقوال العلماء، داعيةً الجميع إلى الترفع عن الجدال في المسائل الفرعية، وتذكيرًا بأن الخلاف الفقهي سعة ورحمة وليس مدعاة للفرقة أو التشدد.
خلاصة الفتوى:
ستر القدمين للمرأة في الصلاة مستحب وليس واجبًا عند من أجاز كشفهما، والصلاة صحيحة في كلتا الحالتين، والخلاف فيه فقهي مشروع، ويجب أن يكون التعامل معه بروح من التسامح والرحمة، كما كان حال السلف الصالح.