هل يجوز المسح على الجبيرة بدل الغسل؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

أوضحت دار الإفتاء المصرية، على لسان فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي –رحمه الله– الحكم الشرعي للمسح على الجبيرة، في فتوى مهمة ورد فيها توضيح مبسط لأحكام الطهارة في حالة وجود إصابات أو جروح على أعضاء الوضوء أو الغسل.
المسح على الجبيرة مشروع شرعًا
أكد الدكتور محمد سيد طنطاوي أن المسح على الجبيرة مشروع في الشريعة الإسلامية، سواء في حالتي الوضوء أو الغسل، ويُعدّ واجبًا بدلًا من غسل العضو المريض أو مسحه مباشرة، وذلك حفاظًا على صحة المريض ومنعًا للضرر.
وقد استند في ذلك إلى الحديث الشريف الذي رواه أبو داود وابن ماجه والدارقطني، وصححه الإمام ابن السبكي، والذي يروي قصة الصحابي الذي أصابته شجة في رأسه، فاغتسل ومات بسبب الجرح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العيّ السؤال.."، مبينًا أن "كان يكفيه أن يعصب على جرحه خِرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده".
حالات استخدام التيمم والمسح على الجبيرة
أوضح الدكتور طنطاوي أن الحديث يُستدل به على مشروعية التيمم والمسح على الجبيرة في حالة الضرورة، وأنه في حال عدم وجود الماء، يجوز للمريض أن يتيمم للعضو المصاب ولسائر الجسد.
أما في حالة وجود الماء، فالأصل أن يمسح على العضو المصاب إذا لم يكن الماء يضره، أما إن كان الماء يُشكل خطرًا على الجرح، فيجب لفّ العضو المصاب بعصابة (ضماد) نظيف ويمسح عليه، ويغسل باقي الأعضاء.
الحديث الشريف يُعمل به ويؤكد على التيسير
وشدد الدكتور طنطاوي، في فتواه الصادرة عن دار الإفتاء المصرية، أن الحديث الشريف المذكور يُعمل به شرعًا، وهو من الأحاديث التي تدعو إلى الرحمة والتيسير وعدم تحميل النفس ما لا تطيق، مؤكدًا على أهمية السؤال عند الجهل كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العيّ السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر أو يعصب على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده.".
خلاصة القول
حكم المسح على الجبيرة هو واجب في حال الضرورة، ويُعد من الرخص الشرعية التي قررتها الشريعة للمريض، سواء كان في الوضوء أو الغسل، على أن يُراعى وجود الماء أو عدمه، ومدى الضرر من استخدامه. وتأتي فتوى الدكتور محمد سيد طنطاوي لتؤكد روح التيسير في الإسلام، وتعزز أهمية العلم والسؤال عند الجهل بالأحكام الشرعية.