تخريج جيل قرآني واعٍ.. مستشار شيخ الأزهر تكشف أهداف مدرسة الإمام الطيب|خاص

تعد مدرسة الإمام الطيب من أبرز المبادرات التي أطلقها الأزهر الشريف، لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده للطالب الوافد من غير الناطقين باللغة العربية، فما هو الهدف منها؟
مدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن الكريم وتجويده
سؤال توجهنا به إلى الدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، في حوار ننشره كاملًا في وقتٍ لاحق، حيث أكدت في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» أن الهدف من مدرسة الإمام الطيب هو ترسيخ القيم القرآنية في نفوس الطلاب، وتنمية مهاراتهم في التلاوة الصحيحة والتجويد المتقن، بما يعزز من تخريج جيل قرآني واعٍ، يجمع بين حفظ القرآن الكريم والإتقان والأخلاق الحميدة.
وتابعت: الأزهر الشريف يولي اهتمامًا خاصًا للطلاب الوافدين، ويحرص على توفير بيئة تعليمية متكاملة تساعدهم على تحقيق التفوق الأكاديمي والاندماج الإيجابي في المجتمع. مشددة على أن الأزهر لن يدخر جهدًا في دعم الطلاب الوافدين في جميع مراحلهم الدراسية، معربة عن تقديرها لجهود الطلاب واجتهادهم في مسيرتهم التعليمية.
اللجنة العلمية بمدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن
تضم اللجنة العلمية المشرفة على المدرسة واختبارات الطلاب الأسماء التالية: أ.د/ عبد الكريم صالح –رئيس لجنة مراجعة المصحف، أ.د اعتماد عبد الصادق عفيفي العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية ومشرف علمي على المدرسة، د.عماد عبدالنبي عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ومشرف علمي على المدرسة، د.محمد إبراهيم عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ود.مصطفى فريد منسق مدرسة الإمام الطيب.
وفي اجتماعها ناقشت اللجنة خلال الاجتماع آليات تنظيم العمل داخل المدرسة، ووضع خطة منهجية متكاملة للعام الدراسي تشمل الجوانب العلمية والإدارية. كما تم استعراض مستوى الطلاب من خلال اختبارات تقييم في الحفظ والقراءة والتجويد، بهدف الوقوف على مستواهم الحقيقي وتحديد الاحتياجات التعليمية اللازمة لكل فئة.
وأكدت اللجنة على ضرورة الالتزام بضوابط التقييم العلمي والشفهي، وتفعيل آلية الإجازات للطلاب المتميزين، بالإضافة إلى إعداد جدول دراسي مرن يتناسب مع أوقات دراسة الطلاب الوافدين في المعاهد والجامعات الأزهرية.
ذكريات الإمام الطيب في كُتَّاب القرية
وفي التاسع من أغسطس الماضي، استذكر شيخ الأزهر تجربته مع أبناء جيله في حفظ القرآن الكريم في "كُتَّاب القرية"، قائلًا: كنا نذهب يوميًّا من بعد صلاة الفجر إلى الكُتاب لنحفظ ونراجع الأجزاء الحديثة علينا في المصحف الشريف، وذلك دون أن نتناول وجبة الإفطار، حيث كان من المتعارف وقتها أنه إذا تناول الطالب الطعام كان سينتابه الخمول والكسل عن الحفظ"، متابعًا فضيلته: "كان المحفظ يسمى ب"الخطيب"، حيث كان يمارس الخطابة بجانب تحفيظ القرآن، وكان يتمتع بمهارات خاصة في تقويم وتصحيح قراءة أكثر من طالب في آن واحد، وكان يجلس على "حصير من ليف"، بينما كنا نجلس على التراب ومعنا ألواح من حديد وأقلام من البوص، وكان هناك مظاهر خاصة لا تنسى لتكريم المتميزين في الحفظ ومن رزقوا ختم كتاب الله بأن يحملوهم ويطوفون بهم في شوارع القرية تعريفا بهم وتشجيعا لهم، وكانت لي ذكريات كثيرة مازلت أسترجعها حتى الآن".