عاجل

ماذا لو قالت حماس «لا»؟.. سيناريوهات ما بعد الرفض لخطة ترامب

حماس
حماس

اقترب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إعلان نهاية الحرب في غزة، متفاخرًا بأنه "قريب جدًا" من إبرام اتفاق سلام تاريخي.

ولكن تواجه حركة حماس اليوم قرارًا مصيريًا أمام مفترق حاسم، إما القبول بخطة قد تنهي القتال وتعيد إعمار القطاع، أو الرفض والدخول في مرحلة أكثر خطورة، قد تعيد غزة إلى مربع الدم والدمار.

لكن، ماذا لو قالت حماس "لا"؟ هل تغلق نافذة الدبلوماسية وتفتح أبواب الحرب على مصراعيها؟ أم أن الرفض، كما يتوقع البعض، هو بالضبط ما تراهن عليه إسرائيل لتبرير جولة جديدة من التصعيد؟

وفي هذا التقرير، نستعرض السيناريوهات المحتملة، ومواقف الأطراف الإقليمية والدولية، وخفايا المرحلة المقبلة التي قد تحدد مصير غزة لسنوات قادمة.

ماذا يحدث إذا رفضت حماس خطة ترامب بشأن غزة؟

تتجاوز الخطة الأمريكية ذات الـ20 بندًا لإنهاء الحرب في غزة نطاق وقف إطلاق النار التقليدي، لتطرح رؤية أشمل تشمل انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا وتسليم الأراضي إلى قوة أمنية دولية، ما يمهد لتحول جذري في إدارة القطاع.

تقترح الخطة مسارين محتملين:

المسار الأول، في حال وافقت حركة حماس على إطلاق سراح جميع الرهائن خلال 72 ساعة، يتم انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها مسبقًا.

المسار الثاني، إذا رفضت حماس المقترح، تواصل إسرائيل عمليتها العسكرية، مع بدء تسليم تدريجي للأراضي لقوة انتقالية لا تخضع لحماس أو للسلطة الفلسطينية.

وفي كلا السيناريوهين، تعد هذه أول مرة تعلن فيها إسرائيل صراحةً استعدادها للانسحاب من أجزاء من غزة وتسليم السيطرة إلى جهة دولية.

ورغم عدم تحديد جدول زمني واضح لعملية التسليم، تنص الخطة على أن تقدم إسرائيل مساعدات إنسانية موسعة للقطاع، سواء وافقت حماس على المقترح أم لا.

ولكن تبقى فجوة حرجة في الخطة وهي: كيف سيتم ضمان إطلاق سراح الرهائن إذا رفضت حماس؟

الاقتراح الأمريكي لا يقدم إجابة واضحة.

الأهداف الإسرائيلية 

من جانبه، صرح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قائلاً: "إذا رفضت حماس، فستنهي إسرائيل المهمة بنفسها"، في إشارة إلى استمرار العمل العسكري حتى تحقيق الأهداف الإسرائيلية كاملة.

ويرى خبراء سياسيون أن الخطة الأمركية المطروحة بشأن غزة قد كتبت بلغة واحدة موجهة لحماس وهي الخسارة.

فمن صاغ بنودها بحسب مراقبين، يدرك جيدًا أن الحركة ستخرج متضررة في كل الأحوال، فإن رفضت الخطة، ستتهم بتفويت فرصة السلام وستحمل كامل المسؤولية أمام المجتمع الدولي، وإن قبلت، فلن تحقق سوى مكاسب محدودة قد تقتصر على حماية بعض القيادات واحتمال بقائها بشكل غير مباشر في المشهد السياسي المستقبلي.

ماذا سيحدث إذا رفضت حماس رسميًا؟

بحسب الخبراء، فإن الرفض سيمنح لإسرائيل "الضوء الأخضر" لمواصلة هجومها العسكري في غزة، مع غطاء سياسي لا يقتصر على الدعم الأمريكي، بل يشمل أيضًا غطاءً دوليًا وعربيًا وإسلاميًا، باعتبار أن حماس هي من رفضت الحل.

ويحذر محللون من أن هذا الرفض سيعيد شبح التهجير القسري، ويمنح اليمين الإسرائيلي المتطرف فرصة ذهبية لتحقيق ما لم يكن ممكنًا سابقًا تحت غطاء الحرب فقط.

وفي نفس السياق، جاءت تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عقب المؤتمر الصحفي مع ترامب متناقضة مع ما أُعلن رسميًا، إذ أكد أن "الجيش الإسرائيلي سيبقى في الجزء الأكبر من غزة"، رغم أن الخطة الأمريكية تنص على أن إسرائيل لن تحتل أو تضم القطاع.

لكن مراقبين يرون أن هذه التصريحات كانت موجهة بالدرجة الأولى للرأي العام الإسرائيلي، في محاولة لطمأنة الداخل وتحقيق مكاسب سياسية.

تم نسخ الرابط