خالد الجندي: حسن الخلق مقدم على أداء العبادات الشكلية دون وعي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن سورة الأحزاب تحتل مكانة خاصة لديه، مشيرًا إلى أن ترتيب الآيات فيها يعكس أولويات الإسلام في بناء الإنسان.
الإسلام وضع العقيدة في المرتبة الأولى
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، أن الله سبحانه وتعالى قدم البناء الأخلاقي على العبادة، مستدلًا بقوله تعالى: "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولًا معروفًا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة"، حيث جاءت التوجيهات الأخلاقية أولًا، ثم الأمر بالصلاة، وهو ما يدل على أن الاستقامة الأخلاقية هي الأساس الذي تُبنى عليه العبادات.
وأضاف أن الإسلام وضع العقيدة في المرتبة الأولى، تليها الأخلاق، ثم العبادات، موضحًا أن الإنسان إن افتقد العقيدة، فإن أعماله تصبح هباءً منثورًا، كما جاء في القرآن الكريم. وأشار إلى أن العبادات تنقسم إلى طاعات ومعاملات، وأن حسن الخلق مقدم على أداء العبادات الشكلية دون وعي أو تطبيق حقيقي لقيمها.
واستشهد الجندي بقوله تعالى: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين", موضحًا أن الصبر والخشوع يسبقان الصلاة، مما يعكس أهمية بناء النفس من الداخل قبل الانشغال بالممارسات الظاهرية، لافتا إلى أن الإسلام دين ترتيب الأولويات، وأن تحقيق العبودية الحقة لله يتطلب توازنًا بين العقيدة، والأخلاق، والعبادة.
خالد الجندي: لا يوجد في الإسلام مبدأ "وأنا مالي".. وكلنا مسؤولون
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن مبدأ "وأنا مالي" لا وجود له في الإسلام، مشددًا على أن كل فرد في المجتمع مسؤول عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، الخميس الماضي، أن البعض قد يظن أن ترك ما لا يعنيه من حسن الإسلام، لكن الحقيقة أن الإسلام يدعو إلى الإيجابية وعدم السلبية، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾، مشيرًا إلى أن المجتمعات تعاني عندما يتخلى أفرادها عن أدوارهم في الإصلاح.
وأضاف خالد الجندي أن قصة سيدنا موسى مع ابنتي الرجل الصالح في القرآن الكريم تؤكد هذا المبدأ، حيث لم يكتفِ بالسؤال عن مشكلتهما، بل سقى لهما، ليكون الحل العملي هو التصرف الإيجابي الذي ينتظره الله من عباده.
وأكد على أن رؤية المنكر أو الخطأ هو بمثابة سؤال من الله للإنسان: "كيف ستتصرف؟"، وعلى الجميع أن يؤدي دوره في الإصلاح، دون النظر إلى استجابة الآخرين، لأن المسؤولية تكمن في البلاغ والتصرف الإيجابي فقط.