عاجل

الإمام الطيب: جوامع الكلم من خصائص نبوة سيدنا محمد

شيخ الأزهر الشريف
شيخ الأزهر الشريف

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن "جوامع الكلم" تنشأ من الحكمة لأن الإنسان الحكيم لا يتوقف كثيرًا عند الجزئيات وسفاسف الأمور، ودائمًا مشغول بكليات وعظائم الأمور.

شيخ الأزهر يوضح تعريف جوامع الكلم

وتابع شيخ الأزهر الشريف، خلال الحلقة الـ 22، ببرنامج "الإمام الطيب" للحديث عن اسم من أسماء الله الحسنى، إن الله يهبه قدره بسبب إلتزامه بالحكمة، ويحشر معاني كثيرة في ألفاظ قليلة مؤثرة، وجوامع الكلم من خصائص نبوة سيدنا محمد.

وأشار شيخ الأزهر إلى بعض من "جوامع الكلم" التى قالها الإمام الغزالى فى كتابه، منها "من عرف الله كان كلامه مخالفًا لكلام الناس، ورأس الحكمة مخافة الله، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، موضحًا أنها كلمات تسمى حكمة وصاحبها يُسمى حكيمًا، وهذا هو معنى تعريف الحكمة وهى "جوامع الكلم".

شيخ الأزهر يوضح: إطلاق "حكيم" على البشر جائز بشرط ألَّا يُشبهوا بالله

كما أكد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن اسم الله "الحكيم" من الأسماء التي تختصُّ به سبحانه ولا يجوز أن يُشاركه فيها أحد حين يكون هذا الاسم مأخوذا من الحكمة الإلهية التي هي «معرفة أشرف معلوم بأشرف العلوم"، مستشهدًا بكلام أئمة المفسرين كالغزالي والرازي، الذين رأوا أن الحكيم هو "من يعرف أشرف الأشياء بأفضل العلوم".

وأضاف شيخ الأزهر، خلال حديثه اليوم بالحلقة الحادية والعشرين من برنامج «الإمام الطيب»، أن إطلاق لفظ "حكيم" على البشر جائز حين يقصد به "الرزين أو العاقل"، لكنه حذّر من التشبيه بصفات الله، مؤكدًا: "إذا نُظر إلى الإنسان كمن يشارك الله في الحكمة المطلقة، فهذا ممنوع شرعًا".

كما فنَّد فضيلته الفرق بين "العلم" الإلهي الأزلي و"المعرفة" البشرية المكتسبة، مشيرًا إلى أن المعرفة تفترض سابقَ جهلٍ، وهو ما يستحيل على الله تعالى، لافتاً إلى العلاقة بين العلوم المادية والإيمان، قائلًا: "العلم الحديث يدفعك دفعًا للبحث عن الله".

وفي رده على مقولة البعض بأن «الدين ليس علما وأن الحديث في الدين مباح للجميع، بينما الحديث في العلم يقتصر فقط على المتخصصين»، قال الإمام الأكبر، إن الفكر العقلي الموجود عند الفلاسفة المسلمين، بل الإلهيين والمثاليين بشكل عام، تتضاءل دونه العلوم الحسية، موضحا أن الفرق بين العالم المادي والعالم الإلهي المثال، يتمثل في أن العالم المادي يكتفي بمنتصف الطريق وينتهي، مستشهدًا بتجارب مثل غليان الماء عند 100 درجة، والتي تُظهر أن القوانين الطبيعية مُصمَّمة بإرادة إلهية، محذرا من نسب الصفات الحادثة إلى الله، مؤكدًا أن صفاته أزلية، وأنه لا يُتصوَّر أن يتصف القديم بصفةٍ طارئة.

تم نسخ الرابط