يلتمسون ليلة القدر.. الجامع الأزهر كامل العدد في الثلث الأخير من شهر رمضان

امتلأ الجامع الأزهر اليوم السبت، عن أخره بالمصلين الذين توافدوا بالآلاف لإحياء العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ، يلتمسون ليلة القدر، وأداء صلاتي العشاء والتراويح في أجواء روحانية رمضانية، حيث حضر المصلون من مختلف المحافظات، يتوسطهم الطلاب الوافدين من دول عدة، في جو يسوده الخشوع والتضرع إلى الله.
الجامع الأزهر يقيم صلاتي العشاء والتراويح
وتقام صلاتي العشاء والتراويح من سورتي يس والصافات، ويؤم المصلين في صلاة العشاء، الشيخ أحمد محمد جعفر، عضو الرواق الأزهر، قارئًا برواية حفص عن عاصم، بينما يؤم المصلين في صلاة التراويح الشيخ محمد أحمد حسن، قارئًا برواية الإمام ابن وردان عن الإمام أبوجعفر المدني، والشيخ محمد سالم، قارئًا برواية الإمام خلاد عن الإمام حمزة الكوفي، والدكتور أسامة الحديدي، المشرف العام على مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، قارئًا برواية الإمام الدوري عن الإمام الكسائي.
وينقل المركز الإعلامي للأزهر الشريف صلاتي العشاء والتراويح طوال أيام الشهر الفضيل عبر منصات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك صفحة الجامع الأزهر، كما تُبث على عدد من القنوات الفضائية، أبرزها القناة الأولى، القناة الفضائية المصرية، قناة الناس، إضافة إلى إذاعة القرآن الكريم على الراديو.
ويُحيي الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان المبارك بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: مقرآت قرآنية، ملتقيات دعوية عقب الصلوات، دروسًا علمية بين التراويح، صلاة التهجد في العشر الأواخر، تنظيم موائد إفطار يومية للطلاب الوافدين، إضافة إلى احتفالات خاصة بالمناسبات الرمضانية، وذلك في إطار الدور الدعوي والتوعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف لنشر العلوم الشرعية وترسيخ القيم الإسلامية السمحة.
ويستقبل المسلمون في ثالث ليالي العشر الأواخر من رمضان، ثاني الليالي الوترية في الشهر الفضيل ويكثرون معها الدعاء لعلها تكون ليلة القدر لهذا العام.
علماء الأزهر يحددون واجبات الأبناء نحو آبائهم المتوفين
عقد الجامع الأزهر، أمس الجمعة، عقب صلاة التراويح، ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية المعاصرة، وجاء موضوع تحت عنوان: "حقوق الوالدين في الإسلام"، وذلك بحضور الدكتور صابر طه، عميد كلية الدعوة الأسبق، والدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، وتقديم الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
في بداية اللقاء، أوضح الدكتور، هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن إرادة الله تعالى شاءت أن يكون القرآن الكريم هو المعجزة الباقية إلى أن تقوم الساعة، مبينا أننا عندما نتأمل في آيات القرآن الكريم نجد أن الله تعالى وضع التشريعات والواجبات التي من شأنها أن يستقيم المجتمع كله في ضوئها، كما جاءت السنة النبوية الشريفة لتؤكد ما جاء في القرآن الكريم، أو لتبين ما يحتاج إلى إيضاح، أو لتفصل ما أُجمل من الأمور.
وأكد مدير الجامع الأزهر، أن حقوق الوالدين في الإسلام هي قضية غاية في الأهمية، حيث أكد عليها القرآن الكريم في أكثر من موضع، وكأنه يكشف عن أمر في غاية العظمة، من حيث أن الإنسان مأمور بأن يعبد الله الذي خلقه، وأن يكون وفاؤه لوالديه اللذان كانا سببا في وجوده.
من جانبه، قال الدكتور صابر طه، عميد كلية الدعوة الأسبق، إن الله تعالى أمرنا ببر الوالدين في سبعة مواضع في القرآن الكريم، خمسة منها جاءت مقرونة بالدعوة إلى توحيد الله عز وجل، كما في قوله تعالى «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا»، موضحا أن من شكر الله دون أن يشكر والديه لن يُقبل منه عمل، مضيفا أن بر الوالدين من صفات الأنبياء عليهم السلام.
وبيّن عميد كلية الدعوة الأسبق، أن القرآن الكريم حدد حقوق الوالدين في أطر رئيسة في سورة الإسراء في قوله تعالى «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾، لافتا إلى أن كثير منا يظن أن حقوق الوالدين تقتصر على الدنيا فقط، موضحا أن لهما أيضا حقوق حتى بعد مماتهما، بأن نقضي دينهما ونتصدق عنهم نستغفر لهم وندعو لهم وأن نكرم أصدقائهما ونصل أرحامهما، أما في الدنيا فيجب على الإنسان أن ينفق على والديه، وألا يسبق أبويه في السير، وألا يجلس قبله، وألا يناديه باسمه، وألا تعرضه للسباب أو الشتيمة.
كما أكد الدكتور حبيب الله حسن، أن حقوق الوالدين ببرهما والتحذير من عقوقهما أمر اتفقت عليه شرائع السماء والتقت عليه حكمة الحكماء، موضحا أن حكمة العقلاء لا تختلف عن شرائع السماء في البر وفي صلة من أمر الله بهم أن يوصلوا، مؤكدا أن الأم وصلتها وبرها له خصوصية خاصة في الإسلام، تلك الخصوصية زائدة على عموم البر بالوالدين والإحسان إليهما.