عاجل

الشيخ خالد الجندي: الإسلام يدعو إلى الانفتاح والتفاعل مع قضايا العالم

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

الإسلام ليس دينًا للعزلة والانغلاق، بل هو رسالة عالمية تدعو إلى الانفتاح على الآخر والتفاعل مع قضايا المجتمع والحضارة الإنسانية. فمنذ ظهوره، أكد الإسلام على أهمية التواصل بين الشعوب والتعاون في مختلف المجالات، سواء العلمية أو الاجتماعية أو الثقافية. 

وقد جاءت تعاليمه لتحث الإنسان على التعارف والتفاعل مع الآخرين، كما قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" (الحجرات: 13)

الإسلام ليس دينا للعزلة والتقوقع

وأكد الشيخ خالد الجندي، أن الإسلام ليس دينًا يدعو إلى العزلة أو التقوقع، بل يحث أتباعه على الانفتاح والتفاعل مع القضايا العالمية، مشيرًا إلى أن المسلمين يجب أن يكونوا جزءًا من الحضارة الإنسانية ويساهموا في تطورها، سواء على المستوى العلمي أو الاجتماعي أو الثقافي.

وأوضح الجندي خلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون،" المذاع على قناة "dmc"، أن القرآن الكريم يعزز هذا المبدأ من خلال العديد من الآيات التي تدعو إلى التواصل بين الشعوب والتفاعل مع مختلف الحضارات، مستشهدًا بقول الله تعالى:" وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا". 

وأكد أن هذه الآية ترسّخ مفهوم التعارف والتعاون بين الأمم، بدلًا من التقوقع والانغلاق على الذات، وهو ما يخالف الفهم الصحيح للإسلام.

وأشار إلى أن المسلمين الأوائل لم يكونوا منعزلين عن العالم، بل كانوا جزءًا فاعلًا في بناء الحضارة الإنسانية، مؤكدًا أن الصحابة، رضي الله عنهم، لم يقتصروا على نشر الإسلام عبر الفتوحات فقط، بل ساهموا في نقل القيم الإسلامية عبر التجارة والتواصل مع المجتمعات المختلفة. 

انتشار الإسلام جاء عبر التجار وليس الحروب

وأوضح الجندي، أن انتشار الإسلام في العديد من الدول الآسيوية لم يكن عبر الحروب، وإنما عبر التجار المسلمين الذين جسّدوا مبادئ الإسلام في تعاملاتهم، مما جعل الناس يعتنقونه عن قناعة وإعجاب بسلوكياتهم.

كما أشار الجندي إلى أن الله سبحانه وتعالى لم يأمر المسلمين بمعاداة الآخرين لمجرد اختلاف الدين، مستدلًا بالآية الكريمة:" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". وأوضح أن هذه الآية دليل واضح على أن الإسلام يدعو إلى العدل والإحسان مع الآخرين، حتى وإن كانوا من غير المسلمين، وهو ما يعزز مبادئ التعايش السلمي بين البشر.

وأضاف الجندي، أن النظرة القاصرة التي تحصر الدين في دائرة ضيقة تتناقض مع الفهم الصحيح للإسلام، مشيرًا إلى أن النبي محمد ﷺ، وصحابته الكرام، لم يعيشوا في عزلة عن العالم، بل كانوا منفتحين على الثقافات الأخرى، وتفاعلوا معها بإيجابية، مما ساهم في انتشار الإسلام وتعزيز مكانته كدين عالمي.

رسالة الإسلام عالمية

وختم الجندي حديثه بالتأكيد على أن القرآن الكريم يحمل رسالة عالمية، حيث بدأ بسورة الفاتحة التي تخاطب "رب العالمين"، وانتهى بسورة الناس، في إشارة إلى أن الإسلام دين يخاطب البشرية جمعاء، وليس دينًا لفئة محددة أو جماعة بعينها. 

وشدد على ضرورة أن يكون المسلمون جزءًا فاعلًا من الحضارة الإنسانية، من خلال العلم والعمل والمساهمة في تحقيق العدالة والتنمية في مختلف المجالات.

تم نسخ الرابط