عاجل

"ظُلم وجراح قديمة".. القصة الكاملة لصيدلي طنطا ودعاءه على أستاذه بعد وفاته

صيدلي جامعة طنطا
صيدلي جامعة طنطا صاحب بوست الدعاء على أستاذه بعد وفاته

في لحظة يُنتظر فيها الصمت أو الترحم، اختار صيدلي طنطا أن يفتح جرحًا قديمًا من قلب نعي رسمي، موجّهًا دعاءً قاسيًا لا يُشبه ما اعتادته صفحات  الطلبة عند رحيل أساتذتها.

فبعد أن نشرت جامعة طنطا عبر صفحتها نعيًا لأحد أساتذتها المتوفين - أستاذ متفرغ بقسم العقاقير - ففي سابقة نادرة من نوعها، شارك الصيدلي النعي الرسمي عبر صفحته، وعلّق داعيًا عليه: “اللهم إنك تعلم أن لي مظلمه عند عبدك هذا، اللهم إني أشهدك أني لم أسامحه ولن أسامحه، حتى نقف بين يديك فتقتص لي منه، اللهم لا تغفر له، اللهم لا ترحمه  اللهم لا تكرم نزله”.

وأضاف: "اللهم لا توسع مدخله، اللهم لا تلقنه حجته، اللهم ضيق عليه قبره، واجعله حفره من حفر النيران، اللهم إنه استبطا غضبك، ولم يتقيك في، ولم يعمل لك أي حساب، اللهم إنه نسي قدرتك وعظمتك وظلمني، اللهم عامله بعدلك وجبروتك ونيرانك، اللهم إنه أخيرا قد وفد إليك، فعامله بما هو أهله، يا من وعدت ووعدك الحق بنصرة دعوه المظلوم حيث قلت جل شانك: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم". 

دعاء صيدلي على أستاذه يشعل جدلًا أخلاقيًا داخل جامعة طنطا

حمل الدعاء من الألم والمرارة أكثر مما حمل من الذوق أو التوقيت، وانقسمت التعليقات على دعاء "الأستاذ الجامعي على أستاذه المتوفى" بين رأى فيه "صرخة مظلوم تخرج بعد كتمان طويل"، ومن رأى أنه "انهيار في أخلاقيات الأكاديمية وانتقاص من حرمة الموت وهيبته".

وبين موجة من التعاطف، وأخرى من الرفض، وُضعت الواقعة غير المعتادة تحت المجهر: هل يُتاح للإنسان أن يُعلن حسابه مع الموتى؟.. هل للذاكرة الموجوعة أن تسبق المروءة في لحظة الرحيل؟.. وهل تصمت الجامعات على هذا الانكشاف المؤلم لما يدور خلف مكاتبها المغلقة؟

الإعلامي أحمد سالم يعلّق على المشهد

علق على الواقعة الإعلامي أحمد سالم، المتحدث الرسمي لنادي الزمالك، حيث انتقد موجة التعاطف السريع وغير المدروس التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي مع كل من يدّعي تعرضه للظلم، دون التحقق من صحة روايته أو خلفيات الموقف.

وجاء في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر "فيس بوك": "انتشر بوست لأحد الصيادلة يتضمن الدعاء بمنتهى القسوة على أستاذ جامعي راحل بدلا من نعيه بدعوى أنه قد ظلمه ظلما شديدا، وانهالت التعليقات المتعاطفة مع صاحب البوست مع كلام من نوعية الظلم ظلمات وكده".

وأضاف: "وأنا من واقع  تجارب سابقة أكاد أجزم أن ليس كل من يتخيل أنه مظلوم قد تعرض للظلم فعلا بل إن هناك ناس تعشق ادعاء المظلومية لإرضاء ضمائرهم والتغطية على كسلهم وفشلهم، بس المشكلة أنهم بيلقوا تعاطف كبير غير منطقي دون التحقق من صحة كلامهم ومواقفهم وده يؤكد إن اللي بيكسب تعاطف الناس هو اللي بيعرف يشتكي وبس، حتى لو مش صاحب حق !!!".

تم نسخ الرابط