عاجل

سامح عسكر: بوتين أفشل رهان ترامب وأشعل صراعًا بين حلفائه

بوتين - ترامب
بوتين - ترامب

وصف الباحث السياسي سامح عسكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتوظيف ذكائه الاستراتيجي لإفساد علاقات خصومه ببعضهم، خصوصًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر دفع الأمور في أوكرانيا نحو التصعيد الميداني، حتى انقلبت موازين التحالف الغربي من الداخل.

وقال عسكر، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بمنصة "إكس": " كيف يؤثر بوتين في إفساد علاقة (أعداءه ببعضم)؟ هقولكم الحكاية..ترامب منذ توليه الرئاسة وهو يصرح برغبته في وقف حرب أوكرانيا، لكنه لا يتخذ قرارات عملية لذلك، ولم يضغط على زلينسكي للتنازل، حتى حدثت واقعة الاستخبارات الغربية في استهداف القاذفات النووية الروسية الاستراتيجية، حينها وضع بوتين يديه على الطاولة مستشعرا الخديعة وقال بصوت عال (من النهاردة مفيش سلام واللي جاي أسود عليكم من قرن الخروب)".

وأضاف عسكر: "بدأ يقصف أوكرانيا بشدة، آلاف المسيرات طويلة المدى وصواريخ كنيجال فرط صوتية تدمر كييف يوميا، حتى أن العديد من أحياء كييف صارت أطلالا، ولم يعد هناك مكانا آمنا لضباط الناتو، فالروس يقتلوهم بشكل يومي, بدأ يحتل مناطق في سومي، وطرد الأوكران من آخر مناطقهم في لوجانسك، وقصف يومي للغرب الأوكراني وحاويات تهريب السلاح.. النتيجة: أوكرانيا تعاني من ضعف الدفاع الجوي بعد استنفاذ ذخيرة الناتو، وصعوبة تهريب البدائل".

"بوتين لعبها صح".. عسكر: موسكو أربكت الناتو من الداخل 

وقال عسكر: "قادة أوروبا يصرخون لترامب: أين أنت؟.. لا بد من دعم أوكرانيا بالسلاح، وبعد تفكير اتصل ترامب ببوتين، ولكن الاتصال لم يُفض إلى شئ، فالرئيس الروسي شعر بالخديعة، ووصل إلى قناعة أن ترامب ليس رجل سلام، بل هو رجل حرب كسابقيه، وبالتالي فلا داعي للتصريحات وهلم بنا إلى الميدان، قرر ترامب دعم أوكرانيا بشحنة سلاح كبيرة، ووعد بتزويدها بالباتريوت ولكن بعدد محدود خشية التأثير على مخزون الباتريوت الاستراتيجي الخاص بحلف الناتو، وبالولايات المتحدة نفسه، ولأن ترامب (تاجر أناني) رأي من الضروري أن تشارك أوروبا في هذا الدعم العسكري بنفس الكمية".

و أشار الباحث السياسى: "طالب بعض الدول الأوروبية من حلف الناتو برفع  ميزانية الدفاع إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وكانت من هذه الدول إسبانيا، وهددها إن لم ترفع ميزانية الدفاع فسوف يفرض عليها جمارك 30%.. رد رئيس الوزراء الإسباني: لا يمكن ذلك، وإسبانيا دولة ذات سيادة، ولن تقبل التدخل الأمريكي في شئونها الخاصة، ثم صرح رئيس الوزراء الإسباني لشعبه، إذا رفعنا ميزانية الدفاع ل5% كما يريد ترامب فسيتعين عليها خفض المعاشات التقاعدية بنسبة 30% أو إلغاء إعانات البطالة، في المقابل سيفرض ضريبة على العمال الإسبان بمقدار 3000 يورو سنويا".

وتابع الباحث السياسي قائلا: "طبعا رئيس الحكومة الإسباني كان بيصدر ترامب للشعب الإسباني نفسه، الذي قابل قرارات ترامب بالاستهجان وتهدد لأول مرة (تماسك حلف الناتو) وتزرع الشقاق بداخله عبر إشعال الصراع بين الشعوب الأوروبية وحكوماتهم نتيجة للإنصياع لرغبات ترامب الاستعمارية والأنانية.. المهم: ترامب لم يكتف بذلك، فرض زيادة في الجمارك على البرازيل، فكان رد الرئيس دي سيلفا، (يبقى مفيش تجارة من أساسه) وألغى تماما التبادل التجاري بين البرازيل والولايات المتحدة، ونتيجة ذلك بحث البرازيل عن أسواق وتبادل تجاري في الشرق".

اختتم الباحث السياسي سامح عسكر، تغريدته قائلًا: "خلاصة الكلام: حرب أوكرانيا إلى تصاعد ميداني، وبوتين لم يعد مؤمنا بأن ترامب رجل سلام، وبالمصري (صدره له العبيطة، أو إعطاه الطرشة) يعني لم يعد مهتما به ولا بتصريحاته، فقد ثبت أنها ثرثرات بلا قيمة، والواقع العملي على الأرض هو الحَكَم، ومن لم يردعه الموت فلن يرتدع".

تم نسخ الرابط