يوم عاشوراء ..هل يجوز الجمع بين صيامه وصيام القضاء؟

مع حلول يوم عاشوراء، تتزايد الأسئلة الفقهية في أوساط المسلمين حول ما يجوز وما لا يجوز في هذا اليوم الذي يحمل مكانة عظيمة في التاريخ الإسلامي، ويعدّ فرصة للتقرب إلى الله عز وجل بصيامه، لما فيه من الأجر والفضل. ومن بين أبرز هذه التساؤلات: هل يجوز الجمع بين صيام يوم عاشوراء وصيام القضاء عن أيام من رمضان؟

الجمع بين نية صيام عاشوراء ونية قضاء يوم من رمضان

في هذا السياق، أجاب الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، بأن الجمع بين نية صيام عاشوراء ونية قضاء يوم من رمضان جائز شرعًا، بشرط أن يُبيّت المسلم النية قبل الفجر بنية القضاء، على أن يصادف هذا اليوم يوم عاشوراء.

وأكد د. عاشور أن نية الجمع يجب أن تُسبق الصيام نفسه، أي أن المسلم لا يجوز له أن يصوم يوم عاشوراء ثم يقرر أثناء الصيام أنه ينوي القضاء، فذلك لا يُعتد به شرعًا، لأن النية محلها القلب ويُشترط تقدمها على العبادة، خاصة في العبادات المفروضة كصيام القضاء. كما أشار إلى أن صيام القضاء من رمضان ليس على الفور بل على التراخي، فمن لم يتمكن من صيامه في يوم عاشوراء، يمكنه قضاؤه في أي وقت لاحق قبل دخول رمضان التالي.

حكم صيام يوم عاشوراء منفردا:

أما في ما يتعلق بصيام عاشوراء منفردًا دون صيام يوم تاسوعاء، فقد أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أن ذلك جائز شرعًا، ولا يوجد نهي صريح عن صيام عاشوراء منفردًا، بل ثبت في السنة النبوية أن صيامه له فضل عظيم حتى وإن لم يصم المسلم يومًا قبله أو بعده.

ومع ذلك، أشارت اللجنة إلى أن الأكمل والأفضل هو صيام يوم قبله أو بعده، أي صيام التاسع والعاشر أو العاشر والحادي عشر من محرم، وذلك اقتداءً بحديث النبي ﷺ: “لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع”، وهو ما يدل على استحباب مخالفة اليهود في اقتصارهم على صيام اليوم العاشر فقط.

وأوضح مجمع البحوث الإسلامية أن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وصيامه سنة ثابتة عن النبي ﷺ، فقد ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال: “صوموا يوم عاشوراء” (رواه البخاري)، كما جاء في حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال عن صيامه: “أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله” (رواه مسلم).

وبذلك، فإن الشريعة الإسلامية تُتيح للمسلم الجمع بين صيام عاشوراء وقضاء رمضان، مع توفر النية الصحيحة، وتفتح له بابًا واسعًا من الأجر، سواء أدى الصيام بنية التطوع أو الفرض، أو جمع بينهما مع النية المسبقة، في يوم يعدّ من أفضل أيام العام في ميزان الطاعة والقرب من الله