قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة المبارك.. نورٌ بين الجمعتين ووقاية من الفتن

يبقى يوم الجمعة محطة روحية متجددة، وفرصة أسبوعية لإعادة التوازن بين الجسد والروح. ومن أبرز السنن التي يحرص عليها المسلمون في هذا اليوم الفضيل، قراءة سورة الكهف، تلك السورة التي وصفها النبي ﷺ بأنها نورٌ للمؤمن بين الجمعتين، ووقاية من الفتن.
ففي حديث شريف رواه الحاكم والبيهقي، قال النبي ﷺ:
“من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين.”
وهو حديث حسّنه عدد من العلماء، واستُنبط منه استحباب قراءة هذه السورة كل يوم جمعة، طلبًا للأجر والنور والهداية.
نور معنوي ومعانٍ تربوية
دار الإفتاء المصرية أوضحت في أكثر من فتوى أن هذا “النور” المقصود به الهدى والسكينة والتوفيق، وهو نور معنوي يشمل حياة المؤمن، ويمتد أثره من جمعة إلى جمعة، مشيرة إلى أن تلاوة سورة الكهف ليست مجرد عادة أسبوعية، بل عبادة ذات أثر تربوي وروحي عميق.
وتضيف الدار أن وقت قراءة السورة يبدأ من غروب شمس يوم الخميس وحتى غروب شمس الجمعة، ويجوز قراءتها في أي وقت من هذا اليوم الفضيل، سواء من المصحف أو عن ظهر قلب، بل وحتى الاستماع إليها بقلب حاضر يُرجى منه الثواب.
رسائل السورة:
سورة الكهف من السور المكية، وتضم أربع قصص رئيسية تحمل دلالات عظيمة:
• قصة أصحاب الكهف: رمز الثبات على الدين في وجه الاضطهاد.
• قصة صاحب الجنتين: تحذير من الغرور بالمال والجاه.
• قصة موسى والخضر: درس في التواضع وطلب العلم والصبر.
• قصة ذي القرنين: عدل الحاكم وقوة الإيمان والعمل.
هذه القصص، بحسب علماء التفسير، تُعد خارطة طريق للمسلم في مواجهة “فتن الحياة”، ولهذا رُوي عن النبي ﷺ أيضًا أن من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من فتنة المسيح الدجال – كما في صحيح مسلم
سنن وآداب يوم الجمعة:
1. الاغتسال قبل الذهاب إلى الجمعة:
من أعظم سنن الجمعة؛ قال ﷺ:
“غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم” – رواه البخاري.
2. التطيب ولبس أحسن الثياب:
يُستحب أن يتجمل المسلم ويتطيب، لما ورد في الحديث:
“من اغتسل يوم الجمعة، ثم راح في الساعة الأولى… وتطيب إن كان له طيب…” – رواه مسلم.
3. التبكير إلى المسجد:
كلما بكر المسلم إلى صلاة الجمعة، كان له أجر أعظم،
قال ﷺ: “من راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة…” – متفق عليه.
4. قراءة سورة الكهف:
من السنن المؤكدة، قال ﷺ:
“من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين” – رواه الحاكم.
5. الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ:
قال ﷺ:
“إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه…” – رواه أبو داود.
6. الدعاء في آخر ساعة من الجمعة:
فيها ساعة لا يُرد فيها الدعاء،
قال ﷺ: “فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه” – رواه البخاري.
7. المشي إلى المسجد بسكينة ووقار:
مع ترك الكلام واللعب عند الدخول، والإنصات للخطبة تمامًا.
8. الإنصات للخطيب وعدم الانشغال:
قال النبي ﷺ:
“إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت” – متفق عليه.
9. عدم تخطي الرقاب:
منهيّ عنه شرعًا لما فيه من أذى للناس.
10. صلاة تحية المسجد:
يُستحب أن يُصلي الداخل إلى المسجد ركعتين ولو كان الإمام يخطب، بشرط ألا يُحدث فوضى