دعاء صباح الجمعة.. نفحات إيمانية تفتتح بها يومك وتستجلب بها البركة والرضا

في كل صباح، يتجدد الأمل وتتفتح نوافذ الرجاء، وتعلو الأصوات بالدعاء طلبًا للتوفيق والحفظ والسداد. وفي هذا الإطار، تحرص فئات عريضة من المسلمين على استقبال يومهم بأدعية صباحية يستودعون بها يومهم لله، ويستمدون منها الطمأنينة والثقة.
ويعتبر الدعاء في الصباح من السنن المحببة، وهو امتداد لما ورد عن النبي محمد ﷺ من أذكار وأدعية تُقال مع إشراقة كل يوم جديد. ويرى علماء الشريعة أن هذه الأدعية تمثل درعًا روحيًا يحفظ الإنسان من القلق والمخاوف، ويمنحه سكينة داخلية تنعكس على تصرفاته وتعاملاته.
ومن أبرز الأدعية التي يرددها المسلمون عند مطلع النهار، ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان إذا أصبح قال:
“اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور.”
وفي رواية أخرى:
“أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير…” إلى آخر الدعاء المعروف بأذكار الصباح.
كما يُستحب أن يفتتح المسلم صباحه بالدعاء:
“اللهم إني أسألك خير هذا اليوم: فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده.”
وهو دعاء جامع للخير، يُظهر فيه العبد حاجته إلى التوفيق والسداد في كل خطوة، وتحصنه من كل سوء محتمل.
ويُشجَّع المسلمون أيضًا على قول:
“رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًا ورسولًا” ثلاث مرات صباحًا، لما ورد في الأثر أن من قالها ثلاثًا حين يصبح وحين يمسي كان حقًا على الله أن يرضيه يوم القيامة.
وتتنوع الأدعية بتنوع الحاجات والمقاصد، فمن الناس من يدعو بالرزق، ومنهم من يسأل الله العافية، وآخرون يلتمسون الستر أو التيسير في أمور العمل والدراسة. ويظل الدعاء المشترك في معظم الألسنة هو:
“اللهم اجعل هذا الصباح صباح خير، لا يُرد لنا فيه دعاء، ولا يُخيّب لنا فيه رجاء، ولا يُقصى لنا فيه طلب، واكتب لنا فيه من خيراتك ما لا يخطر على بال.”
وبينما تختلف الأدعية باختلاف الألسنة والثقافات، يبقى القاسم المشترك هو الإحساس بقرب الله تعالى، واللجوء إليه في كل حين، وخصوصًا في مطلع النهار، حيث يشعر الإنسان بأنه على أبواب فرصة جديدة
فضل الدعاء في الإسلام :
1. عبادة عظيمة تقرب العبد من ربه
• الدعاء من أفضل العبادات، وقد وصفه النبي ﷺ بأنه “هو العبادة”، لما فيه من إظهار للذل والخضوع والتوكل على الله.
2. أمرٌ إلهي وامتثال لأمر الله
• قال تعالى: “ادعوني أستجب لكم” [غافر: 60]، والدعاء تنفيذ لأمر الله واستجابة لدعوته لعباده.
3. سبب لرفع البلاء وتفريج الكرب
• جاء في الحديث: “لا يرد القضاء إلا الدعاء”، والدعاء سبب في دفع المصائب والمحن.
4. سبب لنيل رضا الله ومحبته
• الله يحب عباده الذين يدعونه ويلحّون عليه، والدعاء دليل على التعلق به واللجوء إليه دون غيره.
5. مفتاح لكل خير في الدنيا والآخرة
• المسلم يسأل بالدعاء ما ينفعه في دينه ودنياه، وقد يدفع الله عنه بالدعاء شرورًا لا يعلمها.
6. الدعاء يُغير الأقدار بإذن الله
• يُكتب للعبد قَدَر، لكن إذا دعا دعاءً صادقًا قد يُرفع عنه بلاء أو يُبدّل له قَدَره خيرًا.
7. الدعاء فيه راحة نفسية وطمأنينة قلب
• لحظة المناجاة تبعث في القلب السكينة والطمأنينة، وتقلل من القلق والتوتر.
8. وسيلة لتحقيق الحاجات وقضاء الأمور
• بالدعاء تُقضى الحاجات وتُفرج الهموم ويُرزق الإنسان من حيث لا يحتسب.
9. سبب لمغفرة الذنوب والتقصير
• من الأدعية ما يُكفّر الذنوب، كقول: “اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، أوله وآخره، علانيته وسره.”
10. الدعاء دليل على الإيمان والتوكل
• من يدعو الله يُظهر إيمانه بقدرة الله ووحدانيته، ويُقر بأنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه.
11. ينفع الإنسان في كل حال: في السراء والضراء
• الدعاء ليس مقتصرًا على الأزمات، بل مطلوب أيضًا في أوقات الرخاء، كما جاء: “من سرّه أن يستجيب الله له عند الشدائد فليُكثر الدعاء في الرخاء.”
12. الدعاء لا يضيع أبدًا
• إما أن يُستجاب كما دُعي، أو يُصرف به شر، أو يُدَّخر لصاحبه في الآخرة، كما ورد في الحديث الصحيح.
13. الملائكة تؤمّن وتدعو للعبد الداعي
• إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب، قالت الملائكة: “آمين، ولك بمثل.”
14. الدعاء من أسباب دخول الجنة
• لأن الداعي يُظهر حاجته إلى الله ويعتمد عليه، وهذه من صفات عباد الله المتقين.
15. سلاح الأنبياء والصالحين
• جميع الأنبياء لجأوا إلى الدعاء في أشد المواقف، كدعاء يونس، ودعاء أيوب، ودعاء زكريا عليهم السلام