من فاته صيام يومى التاسع والعاشر من عاشوراء هل يجوز له أن يقضيه ؟

مع حلول شهر الله المحرم، يتجدد الحديث عن فضل صيام يومي تاسوعاء وعاشوراء، لما لهما من مكانة خاصة في السنة النبوية، ولارتباطهما بأحداث عظيمة في التاريخ الإسلامي، أبرزها نجاة نبي الله موسى عليه السلام وقومه من فرعون. ومع انتهاء اليومين دون صيامهما، يبرز سؤال بين عموم المسلمين: هل يجوز قضاء صيام التاسع والعاشر من محرم لمن فاته صيامهما؟
في هذا السياق، أوضح عدد من العلماء والفقهاء أن صيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في فضله أنه يكفّر ذنوب سنة ماضية، كما في الحديث الصحيح: “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله”. كما ثبت في صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لئن بقيتُ إلى قابل لأصومن التاسع”، أي يوم تاسوعاء، مخالفة لليهود الذين كانوا يصومون العاشر فقط.
لكن ماذا عن من فاته صيام هذين اليومين، لعذر أو لغير عذر؟ يفرق جمهور العلماء،بين صيام الفريضة الذي يجب فيه القضاء وبين صيام النوافل الذي لا يشترط فيه القضاء إذا فاته الصوم لأي سبب ولكن بعض العلماء رأى أنه إذا استطاع الشخص أن يقضي عن صيام النافلة فله الاجر والثواب
إذا القضاء يكون على سبيل الاستحباب وليس الفرض
فضل صيام النافلة :
1. محبة الله تعالى للصائمين تطوعًا:
جاء في الحديث القدسي: “وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه…”، فصيام النوافل من أعظم القربات التي تُقرّب العبد إلى ربه.
2. جبر النقص في الفرائض:
يوم القيامة يُنظر في الفرائض، فإن وُجد فيها نقص قال الله تعالى: “انظروا هل لعبدي من تطوع؟”، فيُجبر النقص من النوافل، ومنها الصيام.
3. مغفرة الذنوب:
صيام يوم في سبيل الله، ولو كان نافلة، يُكفّر الذنوب، كما قال النبي ﷺ: “من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا.”
4. رفعة الدرجات:
النوافل سبب في رفعة الدرجات في الجنة، وزيادة الحسنات، ومضاعفة الأجور عند الله.
5. اتباع لسنة النبي ﷺ:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من صيام النوافل، ومن ذلك صيام الإثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، ويوم عرفة، وعاشوراء، وست من شوال، وغيرها.
6. تزكية النفس وتربيتها على الطاعة:
صيام النوافل يُعوّد النفس على الصبر، وكبح الشهوات، والانضباط في الطاعة، ويُقرّب القلب من الإخلاص والورع.
7. باب مفتوح في كل وقت:
صيام النافلة لا يُشترط له وقت محدد (إلا ما ورد فيه فضل خاص)، فهو باب واسع مفتوح أمام كل من فاتته بعض الطاعات أو أراد الزيادة من الخير.
8. سبب للنجاة في الآخرة:
الصيام يُعدّ شفيعًا لصاحبه يوم القيامة، كما في الحديث: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة…”
9. الاقتداء بالصالحين:
كثير من الصحابة والتابعين والعلماء كانوا يُكثرون من صيام النوافل لما عرفوه من فضلها، فكان ذلك من سِمات عباد الله الصالحين.
10. راحة للقلب ونقاء للروح:
الصيام يُبعد القلب عن الانشغال بالدنيا، ويُقرّبه من صفاء الروح، مما يُعين على الذكر والتدبر والطمأنينة