فضل يوم عاشوراء .. خالد الجندي يؤكد سُنة الصيام | فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن يوم عاشوراء يُعد من الأيام المباركة والعظيمة في التاريخ الإسلامي، مشيرًا إلى أن صيامه سُنة نبوية راسخة وليس بدعة أو أمرًا طارئًا بعد الهجرة النبوية كما يعتقد البعض.
وقال خالد الجندي، خلال برنامجه "لعلهم يفقهون" المُذاع على قناة DMC، إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم صام عاشوراء شكرًا لله تعالى على نجاة نبي الله موسى وقومه من بطش فرعون، وهو ما يؤكد على جذور هذا اليوم في العقيدة الإسلامية قبل دخول النبي المدينة المنورة.
نحن أحق بموسى منكم
أوضح الشيخ خالد الجندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وصل إلى المدينة، لاحظ أن اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم عن السبب، فأجابوه بأنه اليوم الذي نجّى الله فيه موسى عليه السلام، فصامه النبي وقال: "نحن أحق بموسى منكم"، وأمر بصيامه.
وأشار خالد الجندي إلى أن النبي لم يكتفِ فقط بتقليد اليهود في صيام اليوم العاشر من محرم، بل قرر أن يخالفهم، وأعلن رغبته في صيام اليوم التاسع (تاسوعاء) مع عاشوراء في العام التالي، كما ورد في الحديث: "لَئِن بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ".
الأحاديث النبوية
شدد خالد الجندي على أن الأحاديث الواردة في فضل صيام يوم عاشوراء صحيحة وثابتة، ومنها الحديث الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله"، وهو ما يُبرز الأجر الكبير والفضل العظيم في صيام هذا اليوم، لما فيه من تكفير الذنوب ورفع الدرجات.
لفت خالد الجندي إلى أن هناك اعتقادًا شائعًا بأن النبي لم يكن يعرف شيئًا عن عاشوراء قبل الهجرة إلى المدينة، موضحًا أن هذا غير دقيق وغير مدعوم بالسنة النبوية الصحيحة، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم هذا اليوم في مكة، بل وكان أهل قريش أيضًا يعرفون هذا اليوم ويصومونه، استنادًا إلى نصوص صحيحة من السيرة.
مفاهيم خاطئة وتصحيحها
وأضاف خالد الجندي أن الاكتفاء بذكر صيام اليهود لعاشوراء يغيّب السياق الكامل، ويُظهر وكأن النبي استقى معرفته من أهل المدينة فقط، بينما الروايات الأخرى تدحض هذا الفهم وتثبت أن عاشوراء كان له حضور راسخ في وجدان النبي وأتباعه منذ أيام مكة.

اختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بالدعوة إلى فهم الأحاديث النبوية في سياقها الكامل، محذرًا من الوقوع في التبسيط المخل أو الفهم القاصر للنصوص، ومؤكدًا أن صيام عاشوراء يحمل في طياته معاني الشكر، والتوحيد، والانتصار على الطغيان، وهو يوم يستحق أن يُعظّمه المسلمون ويُجددوا فيه العهد بالإيمان والتمسك بالسنة النبوية.