عاجل

ما أبرز علامات الرياء في العبادات؟.. تحذير من خطر العمل لغير الله

الرياء
الرياء

يعد الرياء أحد أخطر الأمراض القلبية التي تُفسد الأعمال وتذهب بأجرها، رغم مشقتها الظاهرة. وقد شددت المصادر الشرعية على خطورة هذا الداء الخفي، الذي قد يتسلل إلى القلب دون أن يشعر به الإنسان، فيُحوّل العبادة من كونها خالصة لله إلى مجرد أداء لاسترضاء الناس أو كسب إعجابهم

ما هو الرياء؟

الرياء في اللغة من “الرؤية”، أي أن يُري الإنسان عمله للناس، أما شرعًا، فهو أن يؤدي العبد عبادةً أو طاعةً لا يبتغي بها وجه الله وحده، بل يريد بها مدح الناس أو ثناءهم أو منزلتهم. وقد حذّر النبي ﷺ منه تحذيرًا شديدًا، وسمّاه “الشرك الأصغر”، فقال: “أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء” (رواه أحمد).

علامات الرياء.. كيف نكشفه في أنفسنا؟

بحسب ما أورده علماء الشريعة والسلوك، فإن علامات الرياء لا تظهر دائمًا في الشكل الخارجي، لكنها تُعرف من خلال مواقف وسلوكيات دقيقة، منها:

1. النشاط في الطاعة أمام الناس والتكاسل عنها في الخفاء

من أبرز علامات الرياء أن يكون الإنسان نشيطًا في الصلاة أو الصدقة أو الذكر إذا كان أمام الناس، بينما يتكاسل عن الطاعات أو يتركها إذا كان وحده، مما يدل على أن دافعه الأساسي ليس الإخلاص بل حب الظهور.

2. الحرص على سماع المديح والثناء على العبادة

عندما يؤدي الإنسان طاعته ثم يترقّب الثناء أو يفرح إذا مدحه الناس، فقد دخل الرياء إلى قلبه، خاصة إذا كان يُحبط أو يغضب إن لم يُثنَ عليه أحد.

3. التزيّن بالعبادة دون الحرص على حقيقتها

كمن يُطيل صلاته إذا رأى أحدًا، أو يحرص على رفع صوته في الذكر أمام الناس، لكنه يفتقد الخشوع أو الصدق في خلوته، فهذه من علامات حب المظهر الديني لا جوهره.

4. الحزن على فوات مدح الناس لا على فوات العمل

قد يُفوّت الإنسان عبادة أو طاعة، لكن لا يشعر بالأسف لفواتها بينه وبين الله، إنما يأسف لأن الناس لم يروه أو يسمعوا عنه، وهذا من أوضح صور الرياء القلبي.

الرياء يحبط العمل الصالح

أكدت النصوص الشرعية أن الرياء يُبطل ثواب العمل، كما في قوله تعالى:
“فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا” [الكهف: 110]، وقوله:
“يا أيها الذين آمنوا لا تُبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كالذي يُنفق ماله رئاء الناس” [البقرة: 264].

وفي الحديث القدسي: “أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه” (رواه مسلم).

كيف نتخلّص من الرياء؟

الوقاية من الرياء تبدأ بـمراقبة النية، وتجديدها باستمرار، وأن يتذكّر العبد أن أعظم ما في العبادة هو أن تكون خالصة لله. كما يُستحب إخفاء العمل الصالح كلما أمكن، خاصة النوافل والصدقات، مع الإكثار من الدعاء بـ:

“اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.

تم نسخ الرابط