اغتنموها في محرم.. صيام الأيام القمرية سنة عظيمة وأجرها مضاعف

في ظل حرص المسلمين على اغتنام المواسم التعبدية التي تُقرّبهم من الله عز وجل،أكدت دار الإفتاء المصرية ومركز الأزهر العالمي للفتوى فضل صيام الأيام القمرية من كل شهر هجري، مشيرين إلى أنها من السنن النبوية الثابتة، ولها من الفضل والثواب ما يجعلها عادة محمودة للمؤمنين والمحبين للطاعة.
ما هي الأيام القمرية؟
الأيام القمرية هي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر هجري، وسُمّيت بهذا الاسم لأن القمر فيها يكون في طور الاكتمال أو قريبًا منه، وهي من الأيام التي أثنى عليها النبي ﷺ ورغّب في صيامها.
الأحاديث النبوية في فضلها
استند العلماء في فضل صيام هذه الأيام إلى ما ثبت عن رسول الله ﷺ، أنه قال:
“صُم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، فذلك مثل صيام الدهر” [رواه البخاري ومسلم].
كما ورد في حديث آخر:
“كان رسول الله ﷺ يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ويصوم من الشهر السبت والأحد والإثنين مرة، والثلاثاء والأربعاء والخميس مرة، وقال: والأيام البيض صَومهن كصيام الدهر” [رواه النسائي وصححه الألباني].
الحكمة من صيام الأيام القمرية
أوضح مركز الأزهر أن صيام الأيام القمرية يزيد من صلة العبد بربه، ويعود النفس على الانضباط والتقوى، ويعزز الجانب الروحي بشكل دوري ومنتظم.
كما أن صيام ثلاثة أيام فقط من كل شهر يُعادل في الثواب صيام الشهر كله، لما في الحسنة من مضاعفة الأجر عشر مرات، وهو فضل عظيم لمن لم يستطع صيام أيام أكثر.
من الفئات المستحب لها الصيام؟
• من لا يقدر على صيام الإثنين والخميس أسبوعيًا، فصيام الأيام القمرية فرصة نبوية عظيمة.
• من أراد الجمع بين الأجر والاعتدال في الطاعة.
• من يسعى للتدرج في العبادة أو تثبيت عادة الصيام السنوي
آداب الصيام:
1. الإخلاص لله تعالى
أن يكون الصيام خالصًا لوجه الله، دون رياء أو سمعة، فهو عبادة بين العبد وربه.
2. النية المبيتة
تُعقد النية قبل الفجر لصيام الفرض، ولا يُشترط التلفظ بها، بل يكفي عقدها بالقلب.
3. السحور
يُستحب تأخير السحور إلى قبيل الفجر، لما فيه من بركة، كما في الحديث:
“تسحروا فإن في السحور بركة” [رواه البخاري ومسلم].
4. تعجيل الفطر عند غروب الشمس
وهو من السنة النبوية، قال ﷺ:
“لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر” [رواه البخاري ومسلم].
5. الدعاء عند الفطر
من الأدعية المأثورة:
“ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله”.
6. الابتعاد عن اللغو والرفث
قال ﷺ:
“فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم” [رواه البخاري].
7. كثرة الذكر وقراءة القرآن
الصيام فرصة للترقي الروحي، وأفضل ما يُستثمر فيه هو الذكر وقراءة القرآن الكريم.
8. الصدقة وفعل الخير
فالنبي ﷺ كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، والصائم مأمور بالإحسان ومساعدة المحتاجين.
9. ضبط النفس والتحلي بالصبر
الصيام يُربي النفس على التحكم في الشهوات والانفعالات، وهو مدرسة في الصبر.
10. الإكثار من الاستغفار والدعاء
لأن للصائم دعوة لا تُرد عند فطره، وهو أقرب ما يكون من الله في حال عبادته وصبره.
11. تحري الإفطار على التمر والماء
تأسّيًا بالنبي ﷺ، فإن لم يجد فبالماء، فإن لم يجد فليفطر على ما تيسّر.
12. الحرص على صلاة الفريضة والقيام (التراويح)
الصيام لا يكتمل دون الصلاة، فهي عمود الدين، وقيام الليل من أعظم القربات في رمضان