هل يجب غسل الشعر كاملًا أثناء الوضوء؟.. الإفتاء توضح

يتساءل الكثير عن مدى وجوب غسل الشعر كاملًا أثناء الوضوء. فهل يجب تمرير الماء على كل خصل الشعر؟، أم يكفي مسح جزء منه؟، وهل الحكم يختلف بين المرأة والرجل؟.

دار الإفتاء المصرية أجابت عن هذا السؤال المتكرر من منظور شرعي دقيق، وأوضحت أن الأمر يختلف بين الوضوء والغُسل، كما أن الشريعة الإسلامية تراعي التيسير ورفع الحرج، خاصة في ما يتعلق بالنساء.

الحكم الشرعي

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الفرض في الوضوء هو المسح، وليس الغسل، مستندة إلى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ… وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ" [المائدة: 6].

وبالتالي، فإن المطلوب شرعًا هو مسح جزء من الرأس، وليس غسل الشعر بالكامل.

 شعر المرأة 

في فتوى على موقعها الرسمي، أكدت دار الإفتاء أن المرأة لا يجب عليها أن تغسل شعرها كله عند الوضوء، ولا أن تفك الضفائر، بل يكفي أن تمسح جزءًا من مقدم رأسها، وذلك اتباعًا لهدي النبي ﷺ.

وقال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن المرأة يكفيها أن تضع يدها في الماء وتمسح مقدمة شعرها ولو مقدار ثلاث شعرات، بشرط أن تكون من أصل الرأس وليس من الشعر المنسدل فقط، وهذا رأي الجمهور ومنهم المالكية والشافعية.

جمهور الفقهاء

اتفق جمهور الفقهاء على أن مسح جزء من الرأس يكفي في الوضوء: 

• المالكية قالوا: يجب مسح الرأس كله، لكن يمكن أن يكون المسح خفيفًا.
• الحنفية والشافعية قالوا: يكفي مسح ربع الرأس أو بعضه، ولو ثلاث شعرات.
• الحنابلة يرون أن تعميم الرأس بالمسح هو الأكمل، لكنه ليس واجبًا.

غُسل الجنابة أو الحيض

أما في حالة الغُسل (كالجنابة أو الحيض)، فقد اتفق الفقهاء أن الشعر يجب أن يصل إليه الماء، لكن دون الحاجة إلى فكه أو إفساد زينته، لا سيما للنساء، وذلك لما ثبت في حديث أم سلمة رضي الله عنها، أنها سألت النبي ﷺ: "إني امرأة أشد ضفر رأسي، أفأنقضه للغسل؟"، قال: "لا، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات، ثم تفيضين عليك الماء، فتطهرين".