نائب رئيس جامعة الأزهر: التعليم الأزهري ركيزة أساسية لبناء الأسرة وتنمية الوطن

أشاد الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات، بالمؤتمر الطلابي الثاني الذي تنظمه كلية التربية للبنات بالقاهرة برئاسة الدكتورة منال الخولي، عميدة الكلية، مؤكدًا أنه يسهم في تحقيق رؤية مصر 2030.
وأوضح خلال كلمته أن المؤتمر الطلابي الثاني يأتي فى إطار دعم المبادرة الرئاسية «بداية»، ويحمل عنوانًا ملهمًا: «دور الأزهر الشريف في تعليم البنات وبناء الأسرة المصرية».
ورحب فكري بالحضور، معرباً عن سعادته بالتجمع العلمي الكبير، الذي يُعد ثمرة لجهود مخلصة تهدف إلى بيان دور الأزهر في تعليم الفتيات وبناء الأسرة المصرية، وتعزيز مكانة البحث العلمي وتطويره من أجل خدمة الإنسانية جمعاء.
التعليم الأزهري من أعرق نظم التعليم في العالم
وأكد أن التعليم الأزهري يعد من أعرق نظم التعليم في العالم؛ حيث يمتد تاريخه لأكثر من ألف عام، كنظام تعليمي فريد يجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الحديثة، مما يجعله أنموذجًا متكاملًا يسهم في بناء الإنسان والمجتمع على أسس علمية وأخلاقية قوية.
العالم يشهد تغيرات متسارعة في شتى المجالات
وبيَّن فكري أن عالمنا اليوم يشهد تغيرات متسارعة في شتى المجالات، مما يفرض علينا ضرورة التجديد والتطوير المستمر، والاعتماد على المعرفة والبحث العلمي كأساس لصنع القرار، ورسم السياسات المستقبلية، ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر.
وأشاد بجهود إدارة كلية التربية للبنات بالقاهرة التي تُعد منارة علمية بين كليات فرع البنات، تسهم في إعداد جيل واعٍ من الفتيات القادرات على تحمل مسؤولياتهن في بناء الأسرة المصرية وخدمة المجتمع، لافتًا أنه من خلال الجمع بين العلوم التربوية والدينية والأكاديمية، تتميز خريجات الكلية بالقدرة على التأثير الإيجابي في المجتمع، سواء داخل الأسرة أو في مختلف المجالات المهنية والاجتماعية.
وخاطب الطالبات قائلًا: بناتي العزيزات، إنكن جزءٌ من رسالة الأزهر الشريف، ودوركن لا يقتصر على التعلم فقط، بل على أن تصبحن قدوة لغيركن في نشر قيم السلام والمعرفة، فالحديث عن دور الأزهر في تعليم الفتيات وبناء الأسرة المصرية ليس مجرد شعارات تُردد، بل هي رسالة سامية تنبع من القلوب وتُترجم إلى أفعال وسلوكيات، أنتن أمل الأمة ومستقبلها.

وأعلن فكري أن تشجيع المبادرات المجتمعية يعد مفتاحًا رئيسًا لتنمية الانتماء الوطني، وتعزيز القيم الأخلاقية، والحفاظ على الهوية العربية في ظل التحديات المعاصرة، مشيرًا إلى أنه من خلال هذه المبادرات، يمكن بناء مجتمع أكثر وعيًا ومسؤولية، يسهم أفراده في نهضة أوطانهم، ويحافظون على تراثهم وثقافتهم.
وبيَّن نائب رئيس جامعة الأزهر، أن دعم هذه المبادرات ليس مسئولية الأفراد فقط، بل يجب أن تتعاون المؤسسات التعليمية، والإعلامية، والحكومية لدعم هذه الجهود، وضمان استمراريتها وتأثيرها الإيجابي على الأجيال القادمة.
وأشاد فكري بالمبادرات والورش المقامة على هامش المؤتمر الطلابي الثاني كورشة مهارات التعامل مع وسائل الإعلام، والتخاطب، واضطرابات النطق والكلام، والخط العربي، ومبادرة استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، ومبادرة أبدع وابتكر، ومبادرة العقل السليم في الجسم السليم، ومبادرة نحو بيئة نظيفة.
كما أشاد بمحاور المؤتمر؛ ومنها: محور الأمن السيبراني الذي يعد أحد الركائز الأساسية لتنمية الوطن؛ حيث يسهم في حماية البيانات، ودعم الاقتصاد الرقمي، وتعزيز الأمن القومي، وضمان استمرارية الخدمات الحيوية لتحقيق تنمية مستدامة، مما يعزز الاستقرار ويهيئ بيئة مناسبة للنمو والتطور.
وتمنى فكري أن يكون هذا المؤتمر حافزًا لإطلاق مبادرات جديدة، ونقطة انطلاق لأفكار خلاقة، تسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للوطن الحبيب وللأجيال القادمة.