رئيس جامعة الأزهر: تغييب وعي الشباب بالمخدرات أخطر سلاح ضد الأمم (فيديو)

حذّر الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، من المخاطر الجسيمة التي تمثلها المخدرات والمسكرات على وعي الشباب، مؤكدًا أن استهداف عقولهم بهذه السموم هو أحد أخطر الأسلحة التي تُستخدم لإضعاف الأمم وشلّ قدرتها على النهوض والتقدم.
تلاعب بالمفاهيم
وخلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة "الناس"، أوضح الدكتور سلامة داوود، أن أخطر ما يحيط بهذه الآفة هو تغيير المفاهيم المرتبطة بها، من خلال الترويج لها بأسماء مخففة تخفي حقيقتها المدمرة، مثل تسميتها بـ"المكيفات"، مما يضفي عليها طابعًا مقبولًا في أذهان البعض.
الأسلوب المخادع
وأكد أن هذا الأسلوب المخادع ليس إلا محاولة لتطبيع وجود المخدرات وتقليل وعي المجتمع بخطورتها، في حين أنها في حقيقتها مواد مهلكة للأفراد ومُفككة للمجتمعات.
واستشهد بقوله تعالى:" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً" (الأنفال: 25)، موضحًا أن انتشار المخدرات لا يقتصر ضرره على المتعاطي وحده، بل يمتد إلى المجتمع بأسره، حيث يؤدي إلى تفشي الجريمة، وضعف الإنتاج، وتآكل القيم الأخلاقية.
وهم المخدرات
وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن المخدرات تخلق وهمًا زائفًا يجعل الإنسان يعيش في عالم خيالي بعيد عن الواقع.
وأوضح أن هذا الشعور الزائف بالعظمة والثقة الذي تمنحه المخدرات لا يدوم، بل ينتهي بانهيار المدمن نفسيًا وجسديًا، مما يؤدي إلى تدمير مستقبله وتحوله إلى شخص عاجز عن مواجهة تحديات الحياة.
أعداء الأمة
وشدد رئيس جامعة الأزهر على أن أعداء الأمة يدركون جيدًا خطورة تغييب وعي الشباب، ولذلك يسعون لنشر المخدرات بينهم ليكونوا فاقدي الإرادة وغير قادرين على الدفاع عن أوطانهم وعزتهم وكرامتهم.
نعمة الله للإنسان
واختتم الدكتور سلامة داوود حديثه بالدعوة إلى اليقظة، محذرًا الشباب من السقوط في براثن هذه السموم التي تسرق أعمارهم وتغيب عقولهم. وأكد أن العقل هو أثمن نعمة منحها الله للإنسان، وأن فقدانه يعني فقدان القدرة على التفكير والإبداع والإنتاج.

المجتمعات فريسة للإدمان
وشدد على أن المجتمعات التي يحافظ شبابها على عقولهم ووعيهم هي التي تنهض وتتقدم، بينما تلك التي يُترك شبابها فريسة للإدمان تفقد حاضرها ومستقبلها. ودعا الجميع، أفرادًا ومؤسسات، إلى التكاتف في مواجهة هذه الآفة، من خلال نشر الوعي، وتعزيز القيم الأخلاقية، ودعم الشباب حتى يكونوا قادرين على حمل مسؤولية أوطانهم بعقول ناضجة وإرادة قوية.